محمد السداني يكتب .. الحج إلى كربلاء!

زاوية الكتاب

كتب 1604 مشاهدات 0

محمد السداني

الراي

سدانيات- الحج إلى كربلاء!

محمد السداني

 

لا يمكن أن يتصور مسلم على وجه الأرض وبعد 1437 عاماً على هجرة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - أن تخرج دولة، فتمنع أهلها من الحج لأسباب سياسية. إنَّ النموذج الإيراني في التفاوض مع الأطراف السعودية، أبدى نوعاً جديداً من التعنت في الحوار الذي أدى إلى حرمان آلاف الإيرانيين من أعظم أركان الإسلام. فقد حُرمَ الإيرانيون الحج، بسبب رفض السعودية تنظيم التظاهرات السياسية في الحج... فهل كانت التظاهرات السياسية، أحد أركان الحج ومناسكه؟

إن الاستغراب لا ينصب على النظام الإيراني، ولكنَّه يقع على الشعوب التي ترضى أن تدار بهذه الطريقة الرعوية. والأدهى من ذلك، أن دعوة المنع تخطت الحدود الجغرافية للجمهورية - الإسلامية - إلى العراق ولبنان وكل المناطق ذات النفوذ الإيراني في المنطقة، والامتداد وصل - والعياذ بالله - إلى الكويت... فتشاهد شخصيات سياسية بدلاً من تهدئة النفوس ونشر مفاهيم المحبة والسلام والتسامح، تجدها تلتقط الصور في كربلاء، وكأنه حجٌ مضاد لحجِّ مكة المكرمة - شرفها الله.

لقد دأب بعض النواب في كل مناسبة، على إشعال الشارع لتحقيق بطولات انتخابية... ومع قرب الانتخابات، بدأ كل فريق في شحذ الهمة والتفنن في طرق جذب جمهوره عن طريق الدفاع عن ما يعتبرها مقدساته. والخاسر الأكبر في هذا الأمر، هو المواطن، الذي صار ضائعاً، بين كربلاء ومكة، بين غلاء الأسعار ورفع الدعوم، بين التعليم الحكومي والتعليم الخاص... بين أشياء كثيرة لا يعرف لها سبباً، لأنَّ بعض من يمثله في مجلس الأمة منشغل بأخذ ثأر من 1400، وبين آخر يدافع عن التاريخ الإسلامي وكأنه أحد صناعه.

لو انشغل هؤلاء النواب في الدفاع عن مقدرات الدولة ومواردها، لرأينا الكويت تنافس العالم في التطور والرقي. ولكنَّنا للأسف لا ندخل ضمن أولوياتهم واهتماماتهم. فمتى يعي المواطن أنَّ من يمثله في المجلس لا بدَّ عليه أن يكون في فريق الوطن لا في فريق دولة أخرى.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك