مرض الوهم ..بقلم عادل الرومي

زاوية الكتاب

كتب 430 مشاهدات 0

عادل الرومي

النهار

نبض القلم- مرض الوهم

عادل الرومي

 

تمر على كل منا لحظات في أعمارنا نصاب فيها بالوهم الى درجة ما، الامر الذي يعتبر فيه الشعور طبيعيا جداً في بدايته والجميع يصاب به، الا اذا زاد الشعور عن حده وتجاوز الانسان المبالغة في الوهم، فانه يتحول بعد ذلك الى مرض يحتاج الى علاج .

المشكلة ان «مرض الوهم» من اخطر واصعب الأمراض التي يمكن علاجها بعد مرور الوقت، وعادة ما يلجأ المصاب بالوهم الى أخذ بعض الحبوب الملونة والتي هي عبارة عن كميات من السكر والألوان المسموح بها، وغالبا ما يلجأ اليها مريض الوهم للعلاج، والمدهش ان عددا كبيرا من المرضى تشفيهم تلك الأقراص الوهمية .

تقول احصائيات عالمية ان نسبة المرض بالوهم عالية، وان اكثر من 30 في المئة من الناس في العالم مرضى بالوهم، ولا يمل هؤلاء المرضى من زيارة الأطباء والصيادلة بين الحين والآخر للبحث عن علاج لمرض الوهم الذي يعيشونه مع أنفسهم بسبب كثرة الوسوسة مع النفس، وعادة لا يقتنعون بأقوال اي طبيب او صيدلي، وتجدهم يفضلون الانتقال من طبيب الى آخر، ومن صيدلي الى آخر.

هناك أسباب كثيرة لمرض الوهم في نظري واغلبها هو لفت أنظار من هم حولنا والحصول على عطفهم، ونلاحظ أنه يكثر بين الأطفال الذين يفقدون شعور حنان الوالدين لهم، او بين كبار السن لاثارة انتباه أبنائهم إليهم، تجدهم يستمرون بالوهم انهم مرضى حتى مع مرور الوقت يبدأ المريض بتصديق نفسه بأنه مريض فعلا، ويظل يستمر معه هذا الوهم مدى الحياة .

وعلى الصعيد العاطفي، نجد غالبا ما تلجأ الزوجة الى نفس الحيلة اذا لاحظت انشغال زوجها عنها لسبب ما، فإنها تدعي المرض لابقاء زوجها في البيت بجانبها فلا يخرج ولا يزور أصدقاءه او .... (ان كانت عيونه زايغة)، وثم بعد مرور الوقت وتكرار الحيلة تصبح مريضة فعلا بمرض الوهم وتبدأ معاناتها بين المستشفيات.

كذلك الأم قد تلجأ الى نفس الحيلة بعد زواج ولدها المدلل وخروجه الى بيت الزوجية، لتسترد ابنها اليها من زوجته، ومع مرور الوقت تتحول الحيلة الى مرض فعلي بالوهم دون ان تدري .

وغالبا مرضى الوهم يصفون أعراض المرض بصورة غير دقيقة للطبيب المعالج فيصعب عليه تشخيص المرض، خاصة ان جميع التحاليل والأشعات بأنواعها تكون سليمة 100 في المئة، الا انه بعد مرور الوقت يصبح مرضى الوهم من أحسن زبائن السحرة والدجالين، ومن المفارقات نجد أن مرضى الوهم هم من أفضل من ينصح المرضى الحقيقيين فيصفون لهم جميع انواع الدواء وأسمائه وحجم الجرعة ومواعيدها وكأنهم من حملة اعلى الشهادات في الطب والصيدلة ...

***

من باب ابداء الرأي لإنجازات الحكومة، وعدم المعارضة لهدف المعارضة فقط، اثني واشكر الحكومة الرشيدة على تطبيق وإخراج مشروع (عافية) للتأمين على المتقاعدين، فهو إنجاز يسجل لصالح الحكومة هذه المرة، وأتمنى تفاعل المتقاعدين معه فهو يغطي جميع الأمراض، ما عدا أمراض السرطانات والزهايمر لعدم وجود تأمين صحي في جميع أنحاء العالم يغطي تلك الأمراض، وأتمنى عدم الالتفاف والاقاويل والإشاعات التي تقلل من حجم المشروع .. فشكرا يا حكومتنا الرشيدة .

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك