الساحة العربية أصبحت مسرحاً رحباً لصراع المصالح بين روسيا واميركا.. هكذا يرى عبد المحسن جمال

زاوية الكتاب

كتب 319 مشاهدات 0

عبد المحسن جمال

القبس

رأي وموقف- الدول الكبرى وعامل الثقة

عبد المحسن جمال

 

من الواضح ان الساحة العربية على امتدادها الواسع أصبحت مسرحاً رحباً لصراع المصالح بين روسيا واميركا، وان العرب بدأوا يتعايشون مع هذا الواقع بطريقة او بأخرى.

تجتمع الدولتان للاتفاق على رزمة من المصالح، وتختلفان على نقاط جزئية هنا او هناك.

الدولتان ترسلان بعض قواتهما الى ميدان المعارك، بينما تكون الجيوش العربية هي في الواجهة، ويتحمل افرادها مع الكثير من المدنيين القسط الاكبر من الضحايا والخسائر.

هذه السياسة نجحت حتى الآن، خاصة بعد سحب اغلب القوات الاميركية من العراق.

وحين يفشل اي اتفاق بين الدولتين يترجم ذلك سريعا بقصف على الجانب العربي المحسوب على الطرف الآخر.

هذا الامر تكرر اكثر من مرة من دون رادع من خلق او انسانية، وان كان ولا بد، فان الاعتذار «غير الرسمي» سهل ان يطرح كوسيلة لتغطية هذا النوع من الضغط على اي طرف معتد، ولن يتطور الى اكثر من ذلك، لان مجلس الامن الدولي مقيد من خلال «فيتو» احد الطرفين.

وما حدث مؤخرا في منطقة دير الزور السورية من قصف على القوات السورية ما هو في علم السياسة الا رسالة «غضب» عنيفة، ورسالة «تحذير دموي»، ونوع من انواع «التفاهم» الخشن بين الدولتين الكبيرتين، وان كان من خلال الدماء العربية التي ومع الاسف، لا تعادل شيئا في لعبة الامم.

ولعل ما حدث من نقاش في مجلس الامن الدولي، وان وصل الى مستوى «القسوة في الالفاظ»، الا انه سينتهي الى لا شيء، وسيرجع وزيرا الدولتين الكبيرتين للتفاهم من جديد، ومن خلال اتفاق يتنازل احدهما للآخر، من دون اكتراث لاي مصلحة عربية.

هذا الواقع الذي يعيشه العرب اليوم سيستمر ومن خلال نزف متواصل للدم العربي، الذي اصبح «رخيصاً» في سوق السياسة الدولية.

ومما يؤلم في عالمنا العربي ان اعلامنا لا يعي ان مصالح الدول الكبرى لن تتأثر بعدد القتلى العرب هنا او هناك، ولا بمواقفهم العقائدية، انما تتأثر بمصالح الدول الكبرى، وان طال الاقتتال، وتعددت الضحايا، ومع ذلك فما زلنا لا نملك آلية سلمية عربية للحوار، وهذا ما سيجعل الاقتتال متواصلا الى تثبيت الاطراف الكبرى لمصالحهما واعادة الثقة بينهما.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك