إصلاح هيئة الأمم المتحدة ضمانة عالمية لتحقيق الأمن وإنهاء الحروب.. كما يرى هادي بن عايض

زاوية الكتاب

كتب 383 مشاهدات 0

هادي بن عايض

 

الأنباء

مقام ومقال- عزبة الأمم المتحدة

هادي بن عايض

 

كنت أحرص دائما على متابعة خطابات الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي لأسباب كثيرة أهمها طرحه ما يعجز الآخرون عن التصريح به، فجميعنا يذكر نشره للبيان الختامي للقمة العربية قبل أن تنطلق، وفي هذه الأيام نستذكر كلمته في الأمم المتحدة رغم غرابتها وخروجها عن المألوف ورفض الكثير مما جاء فيها إلا أن تمزيقه لميثاق الأمم المتحدة أثناء الكلمة وقوله إن «مجلس الأمن ليس سوى إقطاعية سياسية وأمنية لأصحاب المقاعد الدائمة يحميهم ويستخدمونه ضدنا وبالتالي لا يسمى مجلس أمن إنما مجلس رعب».

وقبل ذلك رفع الزعيم السوفييتي خروشوف حذاءه على المنصة اعتراضا على ما اعتبره سياسة استعمارية أميركية.

ووصولا إلى كلمة الرئيس التركي أردوغان خلال الاجتماع الأخير والتي طالب فيها بإصلاح مجلس الأمن، «فلا يمكن التحكم بالعالم من خلال أحكام يصدرها خمسة أعضاء».

كل تلك المواقف وكل ما يشهده العالم من حروب وانتهاكات وبعد انتهاك الدول دائمة العضوية لميثاق الأمم المتحدة عندما يكون عائقا أمام تحقيق مصالحها، كل هذا يثبت أن هذه الهيئة عاجزة أحيانا وغير راغبة أحيانا أخرى في تحقيق السلام العالمي والمثال على ذلك قيام بعض الدول الدائمة بأعمال خارج مظلة الأمم المتحدة وسكوت الأخرى عنها في لعبة واضحة لتبادل المصالح.

المطالبات بإصلاح الأمم المتحدة كثيرة وفي مقدمة ذلك آلية تشكيل مجلس الأمن واستخدام حق الفيتو حتى لا تستمر هذه الأداة وسيلة لسيطرة الدول الدائمة في احتكار تحديد مصير شعوب العالم وتوجيه ذلك بما يحقق مصالحها، فالحروب التي تدمر الشعوب أصبحت وسيلة لعقود بيع وشراء أسلحة تستنزف ثروات الأمم وبالتالي فإن استمرار هذه الحروب مطلب لبعض الدول رغم تعارضها مع حقوق الإنسان التي ليست سوى حبر على ورق في كثير من الأزمات.

التدليل على ضعف هيئة الأمم المتحدة أمر لا يحتاج إلى جهد فهل يملك أمينها سوى أن يبدي القلق؟

بل إن النار وصلت إلى عقر داره أكثر من مرة ومازال عاجزا، ولعل آخرها قصف قافلة مساعدات الأمم المتحدة في سورية وتبادل الولايات المتحدة وروسيا الاتهامات وكلاهما دائما العضوية ويقف بان كي مون متفرجا في مشهد يصور لنا هيئة الأمم المتحدة «بالعزبة» والدول دائمة العضوية هم أصحاب العزبة وحارسها الأمين العام ولسان حاله يقول «أصحاب الحلال اختلفوا.. وأنا ما لي؟».

إصلاح هيئة الأمم المتحدة ضمانة عالمية لتحقيق الأمن وإنهاء الحروب والصراعات وعلى الدول المتضررة والمنظمات الدولية ومراكز الأبحاث الدفع بهذا الاتجاه فاستمرار الحال على ما هو عليه يعني المزيد من الحروب والانتهاكات.

هذا ودمتم.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك