مستوى التعليم ينحرف شيئاً فشيئاً إلى الهاوية.. هكذا يرى محمد السداني

زاوية الكتاب

كتب 401 مشاهدات 0

محمد السداني

الراي

سدانيات- هيا بنا نطوِّر

محمد السداني

 

لا يكاد يمر يومٌ على المعلمين، حتى يأتي من يتفنن في التنظير والتأصيل لمنظومة المناهج الجديدة التي يعتقد - أملاً منهم - أنها ستغير طابع التعليم في الكويت. ولكنَّ شيئاً لم يحدث ولن يحدث في واقع التعليم الذي ينحرف شيئاً فشيئاً إلى الهاوية التي لا نعلم متى سنرتطم بقاعها يوماً ما.

لقد عكفت وزارة التربية على شغل الحقل التربوي بمنظومات تطويرية، ما أنزل الله بها من سلطان. فيوم نرى الحديث عن الجودة في التعليم يأخذ جلَّ اهتمام المسؤولية وتخصص إدارات لهذه الجودة، وبعد فترة وجيزة لا نرى للجودة، جودة. ومن ثمَّ نجد المنهج الوطني أو ما يسمى - منهج الكفايات - هو شغل الوزارة الشاغل، ولا شيء وصل إلى الجودة أو إلى الكفاية في التعليم.

إنَّ الخلل الحقيقي يكمن في عدم معرفة الخلل وراء سوء مخرجات التعليم التي تشهدها الكويت عاما بعد عام. فلا تشخيص واقعي للتعليم ولا إدارة حقيقة لقياس مستوى الطلبة وأدائهم. فالوزارة تخجل أن تعلن أنَّ مخرجاتها بعد كل عمليات - التطوير - لا ترقى لتواكب ما وصل إليه العالم من تطور وازدهار في مستوى التعليم والمعرفة. فنحن - للأسف - لا نملك قدرة في جلد ذاتنا، وأسهل طريق علينا هو انتقاد تطرف المناهج - إن وجد فيها تطرفٌ - وهذا لدغدغة سياسية لا لهدف سامٍ مقصده النهوض بالمناهج والمحتويات التعليمية.

أضحكني أنَّ التطوير الذي وصلنا إليه في مناهج اللغة العربية، صار عن طريق تقليل المحتوى وحذف نصوص الحفظ والقرآن الكريم من المادة، وحُصرت الكلمات التي على الطالب حفظها، فكأنه لا يتعلم لغته الأم التي من المفترض أن يكون غنياً ثرياً بمفرداتها وألفاظها ومعاني كلماتها، لكي يعبر عمَّا يجول في خاطره من أفكار ومعانٍ وسلوكيات يترجمها نثراً وشعراً في أي مكان. فكأن المعضلة كانت في كمية المحتوى لا المحتوى نفسه. وكأن المشكلة كانت في وسيلة التعليم لا هدف التعليم من الأساس!

لا أكاد أعرف ضياعاً في التاريخ مثلما رأيت من ضياع تصحيح تعليم اللغة العربية، فكلما حاول فريق أن يُحسِّنَ تعليمها وتدريسها، خرَّبها وسفَّهها وجعلها مسخاً... لا هي لغة يستفاد منها ولا هي لغة مهملة فتترك لتستبدل بغيرها.

 

***

خارج النص:

كنت عضواً في تطوير أحد مناهج اللغة العربية، وفي حديثي مع أحد أعضاء اللجنة عرفت أنَّهُ عقد مؤتمراً خاصاً في تطوير مناهج التربية ووضع توصياته وشخصياته وتاريخ إقامته من دون أن يكون المؤتمر موجوداً على أرض الواقع! فكنَّا كلما تكلمنا عن خطوة قادمة للتطوير، قدَّم لنا مقترحاً ومذكرة ونموذجاً من تطوير المنهج المستقبلي، فكأنه يسترق التفكير منا أو أنَّ التطوير مُعلَّبٌ جاهزٌ في أدراجه ينتظر من يأذن له بالخروج.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك