اعتمادنا على النفط كمصدر أساسي بدأت نتائجه العكسية تظهر على الإقتصاد.. كما يرى عبد المحسن جمال

زاوية الكتاب

كتب 379 مشاهدات 0

عبد المحسن جمال

القبس

رأي وموقف- انخفاض أسعار النفط

عبد المحسن جمال

 

تنوّع موارد الانتاج احد اهم مظاهر قوة الاقتصاد لاي دولة.

والاعتماد على مصدر واحد للدخل امر غير مستحسن مهما كانت القيمة السوقية لهذا المصدر، لان تقلبات الاسواق من الخطورة بمكان.

وما تعيشه اليوم الدول المصدرة للنفط هو احد هذه المظاهر التي كان كثيرون يتخوّفون منها ويحذرون من انعكاساتها السلبية.

ولعل اعتمادنا على النفط كمصدر اساسي وشبه وحيد بدأت نتائجه العكسية تظهر على اقتصادنا المحلي بعد هبوط اسعار النفط الى ما يقارب الثلث.

وهذا ما جعل الدول النفطية التي تعتمد على النفط كمصدر رئيسي في ميزانياتها الوطنية الى العمل سريعا لترشيد الانفاق وتقليل المصروفات حتى للمشاريع الحيوية، وتقليص المكافآت التي كانت تعطيها لمواطنيها سابقا.

واذا ما استمرت اسعار النفط كما هي اليوم (٤٠ دولاراً) تقريبا أو اقل، فان الاثار السلبية ستزداد، ما قد يؤدي الى مضاعفات اقتصادية وآثار اجتماعية غير مرغوبة.

ولعل خطورة الوضع تأتي مع وجود ازمات وهزات اقتصادية شديدة بدأت تؤثر في كل الاقتصادات العالمية، والتي استطاع بعضها التعافي بسبب تنوع ايراداته، اما الاقتصادات ذات الدخل الواحد فانها ستعاني الى فترة اطول.

وبالنسبة الى الدول النفطية التي عاشت السنوات الماضية في بحبوحة من المداخيل المرتفعة بسبب ارتفاع اسعار النفط، فانها تواجه اليوم أوضاعاً صعبة بسبب نزول اسعاره. لذلك فان الدول التي لم تعمل سابقا وبجد على تنويع مصادر دخلها، فانها ستواجه صعوبات جمّة في مواجهة النقص الحاد في مداخيلها اليوم. تبدأ في استنزاف مواردها المالية ومدخراتها السابقة، الى رفع اسعار السلع الاساسية لمواطنيها، وقد يصل الى تخفيض الرواتب والمنح.

وإذا ادخلنا عاملي مواجهة الارهاب وتكاليف الحروب هنا وهناك، فان الوضع الاقتصادي قد يزداد سلباً أكثر وأكثر، لا سمح الله.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك