هناك نماذج قيادية من الشباب لا تستحق حتى أن تدير مؤسسة صغيرة من شخصين.. كما يرى عبد العزيز الكندري

زاوية الكتاب

كتب 520 مشاهدات 0

عبد العزيز الكندري

الراي

ربيع الكلمات- تمكين الكفاءات الشبابية

عبد العزيز الكندري

 

الشباب أحد التحديات الكبيرة التي تواجه البلدان، لما لديهم من طاقة وقوة وفكر متجدد في إدارة العمل، والحركة السريعة والتفكير خارج الصندوق. وغالبية سكان العالم العربي، دون الـ 25 عاماً. وهناك العديد من التحديات، ولكن التحدي الاقتصادي وتمكين الكفاءات الشبابية، ومثل هذه الأمور، تأتي في الطليعة والمقدمة التي يجب أن نضع عليها المجاهر الفاحصة والكاشفة، وحتى لا يتم استغلالهم في شكل خاطئ.

ولكن نحن لا نتحدث عن كل شاب، إنما عن «الكفاءات»، ومن يستحق منهم تولي المناصب القيادية. ومع كل أسف ومن خلال التعامل مع بعض النماذج القيادية في بعص المؤسسات، هناك عينات ونماذج قيادية لا تستحق حتى أن تدير مؤسسة صغيرة من شخصين، ولكن تجدها في الصفوف الأمامية والصحف والشاشات تنظر وتتحدث عن الإدارة وتمكين الشباب.

ويجب أن نعرف، أن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه. وحتى الشباب الذين يتم اختيارهم، هم من باب رضى نفسي وشعوري وضمان ولاء، أكثر من الاعتماد على الكفاءة. ولعل نتائج المؤسسات والشركات والإدارات التي يديرها شباب، وضعوا على أساس مصلحة، خير مثال وشاهد... سنوات بل عشرات السنين، بلا نتائج تذكر. ومع ذلك هم على رأس عملهم، ولو كانت هذه المؤسسة من أموال المسؤول الخاصة لكان تعامله مختلف، وكان جلب أفضل الطاقات من أجل تحقيق أعلى وأفضل النتائج.

وتجد بعض المؤتمرات تتحدث عن الشباب ودورهم في صناعة المستقبل، ولكن الحضور والمشاركين، تم اختيارهم عن طريق المعارف ولون واحد وشكل واحد، ولا يشكلون كل شرائح المجتمع ولا حتى من أصحاب الكفاءات الشبابية.

ومع كل أسف عندما تغيب المبادئ، تصبح بعض المحظورات مباحة وجميلة ويتم تبريرها بمبررات واهية، مرة لمصلحة العمل، وأخرى من أجل التوازن والمواءمة، واستخدام مصطلحات فضفاضة لا أساس لها، ولكن السبب الأساسي هو الوشاية، وهي كلمة السر في المناصب و«تمكين الشباب»، بمعنى المحسوبية والواسطة.

ومن يصل للمنصب بـ «الواسطة» من الشباب، يحاول قدر الامكان إخفاء إظهار الحقائق، لأن ليس لديه قدرة على قراءة النسب والتقارير والمحاسبة ومكان النجاح والاخفاق، ولكن يتم الاكتفاء ببيان بعض الأرقام التي تبين الانجازات الآنية وتخفي القراءة المستقبلية، ويتضايق من سماع الحقائق.

ويبقى السؤال المهم هو، ما مستقبل هذه المؤسسات التي تضع وتعين من دون النظر للكفاءات، او تهميشها؟ لا شك أنه سؤال صعب، ولكن تسرب الكفاءات هو الذي سيحدث في هذه المؤسسات، والبحث عن فرص وظيفية أخرى، ولن يجد مشكلة في ذلك لأن أغلب المؤسسات تعلم جيداً قدرات الأفراد.

وفي السير عندما طلب أبو ذر الولاية، كان جواب الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر، «يا أبا ذر انك امرؤ ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها».

قال الامام النووي في شرح هذا الحديث رحمه الله: هذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات، لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولاية.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك