أماني العدواني تكتب:' نائب موجود حقا أم من نسج الخيال؟'

زاوية الكتاب

كتب 8068 مشاهدات 0


عدنا والعود أحمد إلى ذلك المشهد الذي كنا نشاهده بالأمس القريب ، فما أن أعلن عن حل المجلس ، بدأ الكثير من أصحاب الطموح السياسي في سباق مع الزمن ليضمن له مقعدا تحت قبة عبدالله السالم،  يحمل كل منهم أفكاره ويعطي كل منهم وعوده و  تبريراته. فتنظيم الصفوف على قدم وساق وترتيب القواعد الانتخابية  وتلبية المصالح الشخصية وتلميع الصور وتبرير المواقف  ، والهجوم كل الهجوم على مواقف السابقين النيابية  مشاهد أصبحت طاغية على ذلك المشهد.

ولكن أن تصبح أحلام البسطاء من الناخبين  حبيسة كرة زجاجية في يد المرشح يلمعها تارة ويلوح بها تارة أخرى قاصدا بها جذب الناخبين وكسب ولاءاتهم ولا ندري إن كان ينوي حذفها وراء كرسي النيابة حيثما يصل  فتلك والله قمة التلاعب بالأحلام والأماني .

ولا أنكر فهناك من وعد والتزم وهناك من أقسم وبر بالقسم  وهناك من خرج من المجلس كما دخل إليه نزيها نظيفا.

والمتابع للمشهد السياسي يرى بأن الولاءات الطائفية والقبلية والعنصرية لا زالت هي السائدة ، فهي ثقافة ترسخت في المجتمع بسبب طبيعة الظروف الاجتماعية والسياسية أيضا. فأصبح النائب هو الأمان لناخبيه ومفتاح الأمل في تحقيق أحلامهم وتلبية مطالبهم  أيا كانت طبيعة هذه المطالب  مشروعة أو غير مشروعة  وفي المقابل فإن من لا يملك نائبا يمثله فجميع الأبواب موصدة في وجهه وجميع أحلامه مؤجلة وجميع مطالبه  صعبة التحقيق وغير مشروعة.  ويبقى السؤال الأهم  هو ماذا يريد الناخب من المرشح وماذا يريد المرشح من كرسي الأمة؟

فنائب الأمة اصطلاحا هو من ينوب عن الأمة وعن جميع شرائح الشعب لا عن دائرة  أو قبيلة أو طائفة أو تيار سياسي معين . فهل هناك حقا نائبا للأمة يحمل هم الأمة ويخدم الأمة ويشرف الأمة.

ووالله لا نطمح لشيء سوى أن نفخر بتنميتنا ونتستمتع بخيرات بلدنا ونطمئن لمستقبل أبناءنا ، نريد من يسهم في رسم البسمة على شفاه الشعب  ويفتح أبوابه لكل من يطرقها ، نريد من يخرج من المجلس يخرج نظيفا نزيها كما دخل إليه، نريد من يفي بوعده ويبر بقسمه ويلتزم بكلمته، نريد من يضع مصلحة البلد والشعب نصب عينيه عند اتخاذ أي موقف وتشريع أي قانون، نريد من يساهم في إعطاء كل ذي حق حقه  ، وتكون له بصمة في تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بعيدا عن أي واسطات ومحسوبيات. نريد من يجد حلولا لقضايا وملفات ظلت مغلقة وحبيسة مجالس سابقة ومتوالية كالقضية الاسكانية وقضية البدون وتطوير الخدمات التعليمية والصحية في البلاد .

فهل ذلك النائب موجود حقا أم من نسج الخيال؟

الآن - أماني علي العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك