المخرج فايق جرادة: السينما أحد أشكال النضال الفلسطيني

منوعات

5767 مشاهدات 0


'الإبداع والنجاح لا يأتيان من الغرف المغلقة'، هذه هي القناعة التي تملكت عقل وقلب المخرج الفلسطيني فايق جرادة، الذي تنقل بين البلدان والمدن في بحثه عن التميز في عالم السينما والصورة، فنجح أحياناً، وفشل أحياناً أخرى، حتى أضحى واحداً من أشهر مخرجي فلسطين.

الطريق لم يكن مفروشاً بالورد أمام المخرج جرادة الذي كان على قناعة تامة بأن التميز في العالم الفني ليس ترفاً، وأن المخرج يجب أن يكون صاحب رؤية مبنية على الوعي والإدراك والمطالعة والثقافة والمعلومات، فعشق مهنته التي رأى فيها سبيله نحو تحقيق أفكاره، وواجبه الوطني.

دَرَس جرادة في تركيا وليبيا والأردن، وحصل على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية من جامعة قاريونس في ليبيا، وبعد رجوعه إلى أرض الوطن، فور دخول السلطة الفلسطينية للأراضي المحتلة، عمل في التلفزيون الفلسطيني الرسمي، كمخرج أفلام وبرامج، ما أكسبه خبرات عملية.

بداية المخرج كانت مع برنامج 'من القلب إلى القلب' الذي قدمته الإعلامية الفلسطينية، إيناس الطويل، كما أخرج برنامج 'الأعشاب الطبية' للمذيع صالح الشافعي، إلى جانب البرنامج الأهم في تلفزيون فلسطين 'صباح الخير يا قدس'، علاوة على نقله كل المناسبات الوطنية، والمفترقات الصعبة التي مر بها الشعب الفلسطيني، على طريقته الخاصة.

واكب جرادة كل التغييرات المفصلية في تلفزيون فلسطين الرسمي، وعرف عن قرب كل تفاصيله الفنية، وأخرج الحفل المليوني لانطلاق الثورة الفلسطينية، وآخر لحظات حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأيقن أن الفن هو سبيله من أجل إيصال رسالة أهم قضية في العصر الحالي.

ويقول فايق جرادة، في حديث مع 'العربي الجديد'، إنّ السينما تعتبر أحد أشكال النضال الفلسطيني، ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث إن المقاومة لا تقتصر على العسكرية فقط، وأن الفن مقاومة، والأدب مقاومة، ينبغي تفعيلها من أجل التأثير في الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية.

ويوضح، أن البداية كانت عامي 1996 و1995، وهما عامان تشكّلت فيهما الإرادة الفلسطينية، وبداية بناء الحلم الفلسطيني، 'كانت الظروف مناسبة لنخرج ونجرب هنا وهناك، فسافرت لمدة تسع شهور في دورة تدريبية لإنتاج السينما والتلفزيون، لأتمكن من العمل بحرفية عالية'.

ويقول إن الإنتاج التلفزيوني في تلك الفترة، لم يقتصر على أعمال محددة، إذ كان لكل مخرج رؤيته لعكس الواقع الفلسطيني، وآلية الصراع، مضيفاً 'الأحداث كانت بحاجة إلى مئات الأعمال والحوارات والأفلام، لذلك لا بد من اعتبار كل الأعمال التي قدمت، أنها محاولات لنقل الحكاية، أو جوانب منها، خاصة أن السينما تعد الوعاء الإنساني لتناول الحقيقة والواقع'.

وتابع جرادة حديثه متسائلاً 'السؤال الجوهري هنا، لماذا لا تؤمن قيادتنا بالسينما والصورة، لماذا لا يكون هناك يوم وطني للسينما، لماذا لا يكون لدينا إطار رسمي للسينما والسينمائيين'، موضحاً أن السينما متوقفة 'بفعل فاعل'، ما سيساهم في ضرر كبير للأجيال الشابة المؤمنة بالمجال المرئي.

جرادة قدم مئات الأعمال خلال مسيرته الفنية، كان أبرزها، 'آه يا بحر'، 'أمهات أعطين للوطن أكبادهن'، 'فيلم ناجي العلي والذي فاز بستة جوائز'، 'مؤبد مفتوح'، 'فيلم دوشة'، 'جدل'، إلى جانب عشرات الأعمال التي شارك بها في مهرجانات عربية ودولية، وحصل فيها على جوائز دولية.

ويقول إن القضية الفلسطينية بحاجة إلى مزيد من الأفلام التي تظهر معاناة الأسرى وذويهم، وتظهر المعاناة اليومية للمواطنين، 'يجب أن نسعى جميعاً لتجسيد معاناتهم وآلامهم اليومية عبر الصورة المرئية، ومن خلال أفلام روائية طويلة وقصيرة ووثائقية'، لافتاً إلى أن الصورة والرسالة التي تحملها أصبحت إحدى أبرز سمات الفعل الثقافي، في ظل الثورة التكنولوجية.

 

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك