الماراثون الوطني- يكتب عنه أنور الرشيد

زاوية الكتاب

لماذا مات الحراك ؟ ومن ابتعد ؟ ومن تاجر به ؟

كتب 1019 مشاهدات 0


 

المارثون الوطني يتساقط ويستمر البعض.


أُعرف طريق مارثون الوطنية بالإخلاص والصدق والإيمان بالوطن وأعلم وأنه صعب وشائك وبه من مُغريات الدنيا كلها وكثيراً ما يدفع المؤمنون بهذا الطريق ثمن غالي قد يكلفهم حياتهم وهذا أمر طبيعي لمن يُشارك بهذا المارثون الوطني.

عندما شاركت بهذا المارثون منذ نعومة أظافري صادفت الكثير من الشخصيات والمواقف أثناء مسيرتي التي قاربت أكثر قليلاً من الأربع عقود، وأنا اليوم أسترجع ذلك المشهد الوطني وأستعرضه أمام عيني كبانورما وطنية شاهدت الكثيرين الذين لم يستطيعوا أن يكملوا المشوار فمنهم من سار به كيلو وأخر خمسة والثالث عشرة والرابع ثمانية وأخرين لازالو يلعبون دورهم بذلك المارثون وهكذا دواليك ، وهذا أمر طبيعي لان كل إنسان لديه قدرات مُعينة وصفات وجينات تختلف عن الأخر ، ولكن غير الطبيعي هو أن يتساقط البعض بعد أن يركب موجة العمل الوطني ويدخلوا ذلك المارثون لايحتمل معه إلا مايُستر به عورته ويخرج منه ليس بدافع الخروج الطبيعي كنا أسلفت ، وإنما يخرج منه بعد أن تظهر عليه علامات الثراء فجأة ، وملاحظتي هذه أقولها للتاريخ وبعد تجارب مريرة لعلنا وربما نستفيد منها كشعب ناضل أجداده وأباءه للمحافظة على الحدود الدنيا بالمطالبة بالمشاركة في قرار بناء الكويت.

ان التساقط المُريع للبعض لن يجعلنا نخشى الأستمرار بالمطالبة والمشاركة الحقيقية في السلطة والثروة ، وأُدرك بأن طريق الحق سالكيه قليلون ولن أستوحشه ولن أُدين المُتساقطين لأنهم بكل بساطة هم من أدانوا أنفسهم بأنفسهم ، وهذا التساقط في مارثون الوطنية والديمقراطية يُعطينا درساً قيماً في فهم طبيعة ذلك السباق ، فذلك السباق يحتاج لنفس طويل لذلك لو خُليت خُربت فلازال هناك من هو مُستمر بذلك المارثون الوطني الديمقراطي ولم تُغريه المادة ولم يتنازل عن دوره وحقه في الاستمرار بخدمة وطنه والأيام بمواقفها يومياً تكشف لنا نوعين الأول قدم مالديه وأنزوى بكرامته وعزته وتاريخه والأخر وهو الأخطر الذي ركب الموجة ولم يترجل منها إلا بثمن كرامته ، ومن ثم يتسائلون لماذا مات الحراك؟ فالحراك في حقيقته لم يمت وان كانت الهجمة عليه قاسية ولكنه سيستمر بنٓفس الصادقين الذين لم يتلوثوا بمغريات الملايين وسيستمر وسيتساقط منه البعض ولكنه سيستمر فهو بدأ في سنة 1921م وحتى اليوم ولن ينتهي، لذلك هو جولات قد نخسر جولة ولكن المعركة مع ذلك مستمرة.

فكرامة وطن أغلى كرامة ولاتُقدر بثمن.

أنور الرشيد

كتب: أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك