هزيمة داعش لن تغير من الواقع المتردي الذي يعيشه العراق من فساد وتردّ اقتصادي وفوضى سياسية..بوجهة نظر سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 422 مشاهدات 0

سلطان الخلف

الأنباء

فكرة- حرب الموصل وحرب حلب سيان

سلطان الخلف

 

بدأت معركة تحرير الموصل من داعش وتجمعت لها جيوش عديدة من أميركان وبريطانيين وأستراليين وألمان وكنديين وفرنسييين غير الجيش العراقي وملحقاته من الحشد الشعبي (الشيعي)، والحرس الثوري الإيراني والبشمركة الكردية وحزب العمال الكردستاني وغيرهم من شتات الأرض وكأننا في حرب كونية ثالثة، مع تغطية إعلامية عالمية مليئة بالإثارة تحاول جذب الانتباه إلى اعتبار هذه المعركة أم المعارك الفاصلة بين داعش الشر وعالم الخير.

لكن نحمد الله بأن الكثير من الناس بدأ يعي أن هذه المعركة لا تتطلب كل هذه الاحتفالية العسكرية والإعلامية، فداعش لا يمتلك جيشا يضاهي جيش الرايخ الثالث وليس لديه صواريخ باليستية تهدد الأمن العالمي وقد رأينا كيف استطاعت وحدة من الجيش التركي دحر مقاتلي داعش في شمال حلب في فترة زمنية قصيرة انتهت بتحرير بلدة دابق من سيطرتهم منذ أيام وبهدوء دونما أي صخب إعلامي.

كلنا يتذكر هروب الجيش العراقي من الموصل منذ عامين مخلفا وراءه أسلحته وآلياته العسكرية بعد هجوم داعش عليه ثم سقوط الموصل في قبضته دون مواجهة عسكرية وهو أمر مستغرب يثير الكثير من التساؤلات حول طبيعة داعش ومن يقف وراءها من القوى الغربية والإقليمية وكيفية تمددها بهذه السرعة في سورية والعراق في الوقت الذي يشهد فيه العراق تحولا طائفيا وتحالفا مع نظام ولاية الفقيه في إيران وفي الوقت الذي تمر فيه سورية بربيع عربي يطالب بإصلاحات سياسية بعد حكم أسري طائفي تسبب في معاناة كبيرة للشعب السوري.

ولا يخفى أن معركة الموصل هي من تجليات النزاع الطائفي الذي تشهده ساحتنا العربية وسوف تعاني الغالبية السنية في الموصل من هذه الحرب التي لا تخلو من النزعة الطائفية لدى الجيش العراقي ورديفه الشعبي (الشيعي)، بل إن هذه المعركة تقدم خدمة جليلة في تحويل الأنظار عن الجرائم التي يرتكبها النظام الطائفي السوري وحليفه الروسي في مدينة حلب والميليشيات الطائفية التابعة لهما.

ومن المفارقات العجيبة أن روسيا لا تشارك في هذه المعركة وهي مشغولة في قتل الشعب السوري الثائر ليتضح لنا الأدوار التي تلعبها القوى الكبرى في الساحتين العراقية والسورية حيث الأميركان مشغولون بداعش ويقدمون الدعم العسكري والسياسي للحكومة الطائفية العراقية بينما ينشغل الروس بدعم النظام الطائفي السوري وقتل السوريين السنة وتشريدهم وهم يمثلون الغالبية العظمى من الشعب السوري.

وكما يعاني سكان حلب السنة من الحرب الطائفية المفروضة عليهم سيعاني سكان الموصل السنة من هذه الحرب وسيتعرض الكثيرون منهم للقتل والتشريد من القصف العشوائي والانتقام على أيدي الحشد الشعبي (الشيعي) وسيتخذ من القضاء على داعش ذريعة للتغيير الديموغرافي وفرض الوصاية الطائفية فيها.

إلا أن هزيمة داعش المؤكدة لن تغير من الواقع المتردي الذي يعيشه العراق من فساد وتردّ اقتصادي وفوضى سياسية وتدخل إيراني مباشر في شؤونه الداخلية والخارجية وتعدد الميليشيات الطائفية الخارجة عن سيطرة حكومته الضعيفة وسوف يزيد من تفشي الوباء الطائفي في العراق الذي لا يعرف كيف يتعافى منه.

****

اعتبار اليونسكو المسجد الأقصى تراثا إسلاميا وأن حائط البراق جزء منه ولا علاقة لليهود بهما يؤكد فشل محاولات اليهود إثبات أن المسجد الأقصى مقام على هيكل سليمان وهي صفعة دولية للصهاينة ودليل على كذب ادعاءاتهم التي يروجونها في العالم حول تبعية المسجد الأقصى لهم.

وسيظل المسجد الأقصى معلما إسلاميا ودليلا على أن الصهاينة غرباء محتلون للقدس وفلسطين.

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك