‏12 ألف جندي أميركي في الكويت

محليات وبرلمان

وزير الخارجية: المشتريات العسكرية من واشنطن أكثر من 25 مليار دولار

2015 مشاهدات 0


أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد اعتزاز الكويت بكونها حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ عام 2004 الأمر الذي يعكس التزام واشنطن بأمن وسلامة واستقرار الكويت، لافتا الى وجود قوات أميركية في الكويت «تقدر بنحو 12 ألف جندي في قواعدنا ومعسكراتنا»، آملا في الوقت ذاته «الانتهاء قريبا من أحدث صفقة عسكرية بيننا وهي صفقة طائرات اف 18».

وقال الشيخ صباح الخالد اليوم الجمعة في كلمة خلال الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين دولة الكويت والولايات المتحدة إن أن تقارب وجهات النظر والرؤى مع واشنطن تجاه مختلف القضايا أمر يعزز مسيرة العلاقات المشتركة بين الجانبين، مشيرا الى ان «مساحات الاتفاق بيننا كبيرة جدا فتقارب وجهات النظر والرؤى تجاه مختلف القضايا أمر يعزز مسيرة علاقتنا المشتركة».

واضاف رئيس الجانب الكويتي بالحوار الاستراتيجي والذي يترأسه من الجانب الأميركي وزير الخارجية جون كيري «لذا وانطلاقا من واقع العلاقات المتميزة فإننا نتطلع لتعزيز الشراكة والتحالف الاستراتيجي على مختلف الأصعدة وسنعمل كذلك على بناء جسور متينة ينساب من خلالها عملنا المشترك في المجالات كافة بما ينعكس إيجابا على بلدينا وشعبينا الصديقين».

وأوضح «لقد أثبتنا سويا ما نستطيع أن ننجزه خلال الخمس والعشرين سنة الماضية ونهدف من خلال هذا الحوار إلى غرس بذور ما سنجنيه خلال الخمس والعشرين سنة القادمة».

وأعرب عن اعتزاز الكويت بكونها حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ عام 2004 الأمر الذي يعكس مجددا التزام واشنطن بأمن وسلامة واستقرار الكويت.

وأشار إلى أنه تم في بداية هذا العام تبادل رسالتين بين سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والرئيس الأميركي باراك أوباما بمناسبة مرور 55 عاما على استقلال دولة الكويت و25 عاما على التحرير.

وأوضح أن الرسالتين تضمنتا رؤى القائدين لمسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تعزيزها في المجالات كافة وعلى مختلف الصعد وأضحت بمثابة خارطة طريق لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأضاف «ومن هذا المنطلق نعقد أعمال دورتنا الأولى للحوار الاستراتيجي اليوم لنستكمل رسم مستقبل تعاوننا المشترك للخمس والعشرين سنة القادمة وأبعد من ذلك واضعين لبنة أخرى في صرح العلاقات التاريخية والاستراتيجية المتميزة التي تجمعنا وبما يخدم مصالح شعبينا الصديقين».

وأشار إلى أنه «في الوقت الذي نذكر فيه وببالغ الاعتزاز أنه رسميا في عام 1961 بدأت العلاقات الديبلوماسية الكويتية - الأميركية إلا أن علاقة الكويتيين مع الشعب الأميركي تعود إلى قرابة قرنٍ قبل ذلك».

واستعرض الشيخ صباح الخالد «بعضا من هذه المحطات التاريخية في قصة العلاقات الكويتية - الأميركية».

وأوضح أنه «قبل مائة وستة وثلاثين عاما من الآن في عام 1880 زار الرحالة الأميركي أ. لوكر الكويت ودوّن في مذكراته (مع النجمة والهلال) انطباعاته حول تلك الزيارة مشيرا إلى بساطة عيش الكويتيين وحفاوة أهلها وحكمة قيادتها».

وأضاف «وقبل خمسة وتسعين عاما في عام 1911 حمل فريق أميركي رسالة نبيلة لمساعدة الشعب الكويتي حيث وصل إلى الكويت وفد لتشييد المستشفى الأميركي وساهم في علاج الكثير من الأمراض المتفشية بين الكويتيين آنذاك وساعد في القضاء على بعض الأوبئة المنتشرة مما حافظ على الكثير من الأرواح الأمر الذي عزز الثقافة العلاجية والتوعية الصحية في البلاد».

وأضاف «وقبل ثمانين عاما من اليوم في عام 1936 ابتدأت الشركات الأميركية بعمليات التنقيب عن البترول وأرست قواعد تعاوننا المثمر في هذا القطاع الحيوي والهام.. وقبل سبعين عاما من اليوم في عام 1946 قصد أول طالب كويتي الولايات المتحدة للدراسة وهو المهندس الفاضل حامد السيد محمد الرفاعي ليدشن حقبة تعليم الكويتيين في الولايات المتحدة الأميركية لنهل علوم المعرفة المتطورة في الولايات المتحدة الأميركية».

كما لفت إلى أنه «قبل ثلاثين عاما في عام 1986 توطدت الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا الصديقين حيث استجابت الولايات المتحدة الأميركية للطلب الكويتي بحماية ناقلات النفط وذلك في فورة الحرب العراقية الإيرانية وتم رفع العلم الأميركي على الناقلات الكويتية».

وأضاف «وقبل خمسة وعشرين عاما في عام 1991 ترسخت جذور تحالفنا المتين إبان حرب تحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم».

وأوضح «ولا يفوتني في هذه المناسبة إلا أن أجدد الإعراب عن أسمى آيات الامتنان والاعتزاز بالموقف الصلب والحازم للولايات المتحدة الأميركية في رفض العدوان والاحتلال العراقي لدولة الكويت كما نستذكر وبكل اعتزاز قيادتها للتحالف الدولي الذي حرر دولة الكويت وأعاد الشرعية لها.. هذا الموقف سيظل راسخا في أفئدة الكويتيين ووجدانهم على مر الأزمنة والعصور».

وشدد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي على أنه «من الصعب جدا اختصار العلاقة التاريخية والاستراتيجية بين بلدينا في كلمات معدودة لذا فإن الحديث عن مستوى العلاقات بين بلدينا مدعاة للفخر والاعتزاز إذ لدينا علاقات شراكة عميقة في مجالات متعددة ومختلفة منها الأمن والدفاع والتبادل الثقافي والتعليم والصحة والاستثمار والطاقة والسياحة آخذة في النمو والتطور».

وأوضح أنه «على سبيل المثال لا الحصر فإن الولايات المتحدة تعد الوجهة الأولى والمفضلة لتعليم الطلبة والباحثين الكويتيين خارج أرض الكويت ولدينا حاليا ما يقارب 13 ألف طالب يتلقون التعليم في الجامعات الأميركية بمختلف مستويات التعليم حيث ننفق ما يزيد عن مليار دولار بشكل سنوي لتمويل دراستهم ونطمح إلى توفير التسهيلات من قبلكم لزيادة هذه الاعداد نظرا لثقتنا في جودة التعليم في الجامعات والمعاهد الأميركية ونأمل كذلك بتوفير الفرص التدريبية لطلبتنا في سوق العمل الأميركية لاكتساب الخبرة وتوسيع مداركهم وتجربتهم».

وفيما يتعلق بالجانب الصحي أوضح الشيخ صباح الخالد «لدينا حاليا أكثر من ثلاثة آلاف مريض يتلقون العلاج والرعاية الصحية في المستشفيات الأميركية حيث تنفق الدولة ما يزيد على مليار دولار سنويا لعلاج مواطنينا في المستشفيات الأميركية».

كما أشار إلى أن استثمارات الصندوق السيادي للدولة بلغت في السوق الأميركية ما يقارب 305 مليارات دولار في عدد من الشركات الكبيرة وهو ما يمثل نسبة 54 في المئة من إجمالي استثمارات الصندوق.

وأوضح أن «استثماراتنا في السوق الأميركية شهدت زيادة بنسبة 700 في المئة خلال العشر سنوات الماضية وفي المقابل نتطلع إلى العمل سويا لزيادة حجم الاستثمار الأميركي المباشر في الكويت».

وبالنسبة لحجم التعاون التجاري أوضح الشيخ صباح الخالد أن مجمل التبادل التجاري خلال الخمسة أعوام الماضية بين البلدين بلغ ما يقارب 68 مليار دولار.

وقال إن دولة الكويت تقوم في سياق العلاقات النفطية بتزويد العديد من شركات النفط الأميركية بالنفط الخام والذي بلغ عشرة ملايين طن متري في 2015 وكذلك المنتجات البترولية التي بلغت مئات الآلاف من الأطنان المترية كما تعكف حاليا شركة إيكويت للبتروكيماويات على إنشاء مصنع لإنتاج مادة الإيثيلين غلاي كول في ولاية تكساس بطاقة إنتاجية قدرها 750 ألف طن متري سنويا ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في 21/2020 بما سيساهم في خلق فرص وظيفية جديدة في السوق الأميركية.

وفيما يتعلق بالجانب الأمني قال الشيخ صباح الخالد «لدينا العديد من القضايا محل الاهتمام المشترك والتي تقوم الأجهزة الأمنية في كلا البلدين بالتنسيق المستمر لمعالجتها من خلال قنوات التواصل المباشر بين الجانبين لاسيما في مسائل محاربة الإرهاب وتبادل المعلومات ومكافحة عمليات تمويل الإرهاب وأمن وحماية الحدود».

وأعرب عن الأمل أن يتم تعزيز وتوسيع قاعدة التعاون بين الأجهزة الأمنية في البلدين كي تشمل قضايا أمنية أخرى يتفق عليها الجانبان بما يخدم المصلحة المشتركة في حماية الأمن ومكافحة الجريمة بأنواعها المختلفة.

وفي سياق العلاقات العسكرية قال الشيخ صباح الخالد «لدينا اتفاقية التعاون الدفاعي الموقعة في سبتمبر 1991 والتي انبثق منها عدد من اللجان بما فيها اللجنة العسكرية المشتركة والتي تلتقي بشكل مستمر ولدينا كذلك عدد من مذكرات التفاهم العسكرية في مجالات مختلفة وتستضيف دولة الكويت على أراضيها القوات الأميركية منذ التحرير في عام 1991 حيث يوجد في الكويت قوات تقدر بنحو 12 ألف جندي في قواعدنا ومعسكراتنا».

وأوضح أن المشتريات العسكرية منذ تحرير دولة الكويت بلغت أكثر من 25 مليار دولار «ونتفاوض حالياً على صفقات تصل قيمتها إلى 11 مليار دولار أما الصفقات التي ستطرح خلال العشر سنوات القادمة فتصل قيمتها إلى عشرة مليارات».

وأضاف «وفي هذا السياق نأمل أن يتم الانتهاء قريبا من أحدث صفقة عسكرية بيننا وهي صفقة طائرات اف 18 ونتطلع من خلال هذا الحوار إلى تعزيز علاقات التعاون الدفاعية بين البلدين بما يخدم المصلحة المشتركة في التزام الولايات المتحدة بأمن واستقرار الكويت ومنطقة الخليج العربي».

وأوضح «وددت خلال كلمتي هذه أن أدلل على بعض الأرقام والإحصائيات كون لغة الأرقام تمثل الحقيقة للجميع علما بأن هذه الأرقام والإحصائيات إذا ما قرئت وفقا لإجمالي الناتج المحلي الكويتي ونسبة عدد السكان فإنها تمثل أرقاما كبيرة بالنسبة لنا».

وأعرب الشيخ صباح الخالد في الختام عن شكره لوزير الخارجية الأميركي جون كيري على حرصه على تدشين الحوار الاستراتيجي بين البلدين «وذلك على الرغم مما تشهده المنطقة من أحداث متسارعة أفضت إلى خلق وضع أقل ما يقال عنه بأنه حرج».

وأضاف «كما أود من خلالكم أن أعبر عن تقديري لأعضاء وفدكم الموقر وكذلك السفارة الأميركية في الكويت على دورهم ومتابعتهم في التحضير لهذه الجولة ولا يفوتني هنا أن أوجه الشكر كذلك لأعضاء وفدنا من مختلف الجهات المشاركة متمنيا للفرق العاملة التي ستجتمع كل التوفيق آملين بأن تخرج بنتائج ملموسة تفضي إلى ترسيخ العلاقات بين بلدينا الحليفين وتستكشف فضاءات أوسع لتعزيز شراكتنا على مدى العقود القادمة».

كما أعرب عن التطلع لعقد الجولة القادمة من الحوار السنة المقبلة في دولة الكويت «كي نستكمل رسم اللوحة الجميلة والفريدة في علاقات الصداقة والتعاون والتحالف الاستراتيجي بين بلدينا الصديقين».

ويضم وفد دولة الكويت المشارك في الحوار الاستراتيجي كلا من سفير دولة الكويت لدى الولايات المتحدة السفير الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح والعضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار بدر محمد السعد ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح ومدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الدكتور الشيخ مشعل جابر الأحمد الصباح ومساعد وزير الخارجية لشؤون المتابعة والتنسيق الوزير المفوض ناصر صبيح الصبيح ومساعد وزير الخارجية لشؤون الأمريكتين الوزير المفوض ريم محمد الخالد ووكيل وزارة التعليم العالي الدكتور حامد العازمي.

كما يضم الوفد عددا من كبار المسؤولين وممثلي كل من وزارة الخارجية ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع وجهاز الأمن الوطني ووزارة التعليم العالي والهيئة العامة للاستثمار وهيئة تشجيع الاستثمار.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك