المشاركون والمقاطعون للانتخابات... الكلّ متهم!.. يكتب عبد العزيز الفضلي

زاوية الكتاب

كتب 404 مشاهدات 0

عبد العزيز الفضلي

الراي

رسالتي- المشاركون والمقاطعون للانتخابات... الكلّ متهم!

عبد العزيز الفضلي

 

ما زلت عند قناعتي بعدم جدوى المشاركة في الانتخابات المقبلة، لشعوري بأننا نعيش في دوامة لا تنقطع، وبعدم وجود استقرار للحياة السياسية، أحد أسبابه عدم رغبة الحكومة بوجود معارضة قوية تقف في وجه بعض الفساد الحكومي، أو تحقق بعض الإنجازات الملموسة للشعب تسجل لصالحهم.

ورأيي هذا قد يزعج أو يزعّل إخواني وأحبابي في الحركة الدستورية، والتي قررت المشاركة في الانتخابات بالترشح والانتخاب بعد أن أخذت آراء أعضائها، وكان رأي الأغلبية مع المشاركة، لكن إبداء وجهات النظر أمر يسع الجميع.

لا أريد في هذا المقال مناقشة حجج المشاركين أو المقاطعين للانتخابات المقبلة، فهذا نقاش تشبّعت به وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي.

لكن ما أود الإشارة إليه، هو خطورة ذلك الاحتقان والتطرف في الطرح لدى بعض مؤيدي أحد الرأيين.

فنجد نقداً حاداً واتهامات لها أول وليس لها آخر لمن نوى المشاركة في الانتخابات، وخصوصاً ضد من قاطعوا سابقا.

طعنٌ في النيات، واتهامات بالتخوين، ومطالبةٌ بالاعتذار، ووصفٌ ببيع المبادئ والقيم، وهناك بعض مشايخ الأهواء من حرّم عليهم الرجوع عن قسمهم، مع أنه يعلم علم اليقين حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي أجاز فيه لمن حلف يمينا على شيء ثم رأى غيرها خيرا منها، أن يحنث في يمينه ثم يكفّر عنه.

وفي مقابل ذلك، وجدنا من يهاجم المقاطعين ويصفهم بالمعاندين المكابرين، أو يجعلهم ممن يعيش بعيدا عن واقعه، أو أنهم ممن يبحثون عن رمزية سياسية، أو أنهم لا يشعرون بمعاناة من تضرروا من المقاطعة.

يجب على كلا الطرفين احترام وجهة النظر الأخرى، وكلٌ يعمل حسب ما توصل له اجتهاده - بالمشاركة أو المقاطعة - ونحسن الظن في الغالبية على أنهم ما اتخذوا قرارهم إلا لغلبة الظن لديهم بأفضلية هذا القرار على الآخر.

صحيح أنه قد يوجد في كلا الطرفين - المشارك أو المقاطع - من قد تكون له مصالح شخصية من وراء اتخاذ قراره، فنحن لا نعيش في مجتمع ملائكي، لكن النيات لا يعلمها إلا الله، ونحن مطالبون بأن نتعامل مع الناس بحسب ظاهرهم، والله تعالى يتولى سرائرهم.

نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع - المشاركين والمقاطعين - لما فيه صلاح العباد والبلاد، وأن تكون مصلحة الكويت مقدمة على كل مصلحة شخصية أو حزبية أو قبلية أو طائفية أو فئوية.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك