هناك قصور حكومي مع التعاطي الإعلامي.. برأي وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 472 مشاهدات 0

وليد الرجيب

الراي

أصبوحة- البشر مقابل الحجر

وليد الرجيب

 

تابعت وباهتمام شديد جهود المهندس علي بهبهاني، في تطبيق «سناب تشات» الذي يعرض بحلقات شبه يومية، بعنوان «مشروعي كويتي» وهو يعرض المشاريع الحكومية التي على وشك الإنجاز، أو التي مازالت قيد الإنجاز، أو التي تم التوقيع على عقودها بين وزارة الأشغال والجهات الحكومية مع الجهات المنفذة، وقد انتشرت هذه «السنابات» بين كثير من المتابعين، وذلك لرغبة المواطنين لمعرفة المشاريع الكبيرة وحجم الإنجاز في بلدهم.

والآن أصبح المهندس بهبهاني يقدم فقرة في إحدى الفضائيات حول مشروعات الكويت، كما سجلت له الإذاعة حلقات عدة حول هذه المشاريع، وهو يعرض في هذه الفقرات مخططات تفصيلية، وصوراً وخرائط ونسب الإنجاز فيها، ومنها مستشفى الشيخ جابر الأحمد، ومركز جابر الأحمد الثقافي «دار الأوبرا»، ومستشفى الولادة ومشاريع الطرق السريعة المهمة، وحسب قوله هناك عشرة مشاريع جديدة من هذا النوع.

وهي ضخمة بالفعل حسب إحصاءات المهندس علي بهبهاني، فمثلاً يعد مستشفى الشيخ جابر أكبر مشروع في الشرق الأوسط والسادس على مستوى العالم، وهو عبارة عن مدينة طبية، أي مستشفيات عدة في مستشفى واحد، فيه تخصصات كثيرة وجميع أنواع الجراحة والرعاية الصحية، كما أن مستشفى الولادة أيضاً من أكبر المشاريع في المنطقة بالمخططات والمساحات الشاسعة التي تُبنى عليها هذه المشروعات وخدماتها، وسيجد المتابع الكثير من المشروعات على أرض الواقع أو قيد التنفيذ، علماً وحسب تأكيد بهبهاني أنه فقط شخص مهتم ولا يتبع جهة حكومية أو مكتب تسويق ودعاية، وهذا بالتأكيد يفتح كوة من الأمل، بعدما يئس المواطن من تطوير البنية التحتية في بلاده.

وهنا نعيب على عدم تسويق الحكومة إعلامياً لمثل هذه المشاريع، حتى يستطيع المواطن متابعة تنفيذها، وهو قصور حكومي في التعاطي الإعلامي، يغيب الشعب عما تفعله، بل أن التسويق يتم بشكل عشوائي لمشاريع الانتقاص من الحريات والانتقاص من المكتسابات الاجتماعية.

وفي صباح الأمس تلقيت دعوة من الديوان الأميري، لافتتاح مركز جابر الأحمد الثقافي أو دار الأوبرا التي طال انتظارها، تحت رعاية سمو الأمير وبحضوره في الأسبوع المقبل، وحتى هذه الدعوة جاءت مفاجئة، دون أن نعلم متى تم الانتهاء من هذا المشروع، علما بأننا جهزنا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مخططات هذا المشروع والاحتفال بوضع الحجر الأساس في احتفال الكويت عاصمة للثقافة العربية 2001، وعرضنا المخططات الجاهزة بتفاصيلها على اجتماع وزراء الثقافة العرب، ولكن البلدية غيرت مكانه أكثر من مرة، ثم ضاع المشروع بالبيروقراطية المعهودة.

ورغم أن هذا الإنجاز يثلج صدر المثقفين والفنانين، إلا أننا نكرر مقولة المناضل الوطني المرحوم سامي المنيس: «الاستثمار في البشر لا الحجر»، إذ لا فائدة للمباني الضخمة، دون تنمية العقول والانفتاح، فالحرية والرخاء الاجتماعي والتعليم واستثمار الثروة النفطية، والقضاء على الفساد وسوء الإدارة، أهم من المباني فما فائدة التقدم العمراني مع التخلف السياسي والاجتماعي والثقافي.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك