أهالي مضايا يستقبلون المساعدات ويخشون الموت بردا

عربي و دولي

681 مشاهدات 0


 لم يعد خبر دخول المساعدات الإنسانية ذا أهمية كبيرة لأهالي بلدة مضايا في ريف دمشق، فمعاناتهم المستمرة منذ أكثر من عام لا تكفي بضعة صناديق إغاثية لإنهائها.

ورغم دخول عدة قوافل مساعدات للبلدة المحاصرة خلال العام الحالي كان آخرها يوم الاثنين، فإن شهور الحصار الطويلة تركت آثارا لا تمحى من الجوع والمرض على أجساد السكان المحاصرين، والذين ينتظرون اليوم أكثر من مجرد 'مساعدات إنسانية'.

وتتميز البلدة الواقعة غرب العاصمة دمشق في سلسلة جبال لبنان الشرقية بمناخ بارد للغاية، وتتدنى درجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر معظم أيام الشتاء، مما يزيد من وطأة الحصار المطبق المفروض على حوالي أربعين ألف مدني من قبل قوات النظام ومقاتلي حزب الله اللبناني.


ويتمنى المواطن أبو عمار حمادة لو أن قافلة المساعدات الأخيرة تضمنت بعض الوقود والحطب، وهي على رأس قائمة احتياجات البلدة اليوم.

ويقول الرجل -وهو أب لأربعة أطفال- في حديثه للجزيرة نت 'كل ما يمكن أن نحصل عليه مفيد لنا ولأطفالنا، إلا أن قساوة الشتاء تجعلنا في حاجة لما يعيننا في الحصول على بعض الدفء'.

مواد غذائية
ووفق الناشطة حلا يوسف، احتوت المساعدات التي دخلت البلدة أول أمس على المواد الغذائية الأساسية كالأرز والبرغل، إضافة للمربات والتمر والزعتر والفول والحمص، وهي دفعة أولى ستتلوها دفعة أخرى خلال الأسبوع القادم.

واستقبل أهالي وأطفال مضايا قافلة المساعدات بمظاهرة طالبت بفك الحصار بشكل نهائي، وهو الحل الوحيد لإنهاء معاناتهم بشكل حاسم، والتوقف عن مجرد إدخال المساعدات التي وصفتها لافتات رفعت أثناء المظاهرة 'بأنصاف الحلول'.

وتصف الناشطة التي تعيش داخل مضايا حال سكان هذه البلدة بالقول 'يعاني معظم الأطفال من التهابات متنوعة ومشاكل بولية، كما أن الوضع الصحي لأغلب الأهالي متدهور للغاية. خلال الشهر الفائت توفي أربعة أطفال خدج نتيجة الأمراض وقلة الغذاء'.

وتزداد معاناة آلاف العائلات مع دخول الشتاء، حيث تؤكد حلا في حديثها للجزيرة نت انعدام وسائل التدفئة من وقود وحطب في البلدة، خاصة مع قطع معظم الأشجار خلال أوقات سابقة واستخدامها للتدفئة والطهي، ووصول سعر كيلو الحطب إلى 750 ليرة (حوالي دولار ونصف).

حرق الأثاث
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر لجوء أهالي مضايا لحرق ملابسهم وأثاث منازلهم بغرض الحصول على بعض الدفء.

وترى الناشطة أن كل الجهود المبذولة لإنهاء حصار مضايا مجرد محاولات بسيطة لم يكتب لها النجاح حتى اليوم بسبب تعنت كافة الأطراف ذات الصلة بالمفاوضات 'فإن كان إدخال الثوم والبصل يحتاج مفاوضات وموافقات لم نحصل عليها حتى اليوم، فكيف لنا أن نصل لفك الحصار وفتح الطرق أمام المدنيين؟'.

وتشدد على أهمية السماح بخروج الحالات المرضية المزمنة ومرضى الفشل الكلوي للعلاج في مشافي دمشق، إضافة لخروج طلاب الجامعات لمتابعة تعليمهم، مضيفة 'وهو ما تسعى لجان المفاوضة لتحقيقه بأقصى جهودها، في حين تقف المنظمات المعنية مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر عاجزة تماما عن مساعدتنا وعن تقديم أية حلول مفيدة'.

وتأمل حلا في التوصل لتسويات على غرار ما شهدته بلدات أخرى في محيط دمشق مثل قدسيا وخان الشيح 'فرغم عدم رضى معظم السكان عن التسوية بعد كل ما قاسيناه خلال هذه السنوات، فإننا وبكل بساطة قد نموت إن بقينا على هذه الحال، فالبرد وحده كفيل بأن يقتل منا العشرات'.
الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك