أحد أواخر عمالقة السياسة الدولية.. يتحدث عبد المحسن جمال عن فيديل كاسترو

زاوية الكتاب

كتب 534 مشاهدات 0

عبد المحسن جمال

القبس

رأي وموقف- فيديل كاسترو

عبد المحسن جمال

 

توفي الرئيس الكوبي فيديل كاسترو عن عمر يناهز التسعين عاماً، بعد حكم استمر ما يقارب نصف القرن.

ويعتبر كاسترو أحد أواخر عمالقة السياسة الدولية، وهو من اصول اسبانية، استطاع مع زميله ارنستو جيفارا ان يخلق تياراً ثورياً في اميركا اللاتينية.

منذ البداية كانت الولايات المتحدة تحاصره حصاراً شديداً، الا ان حماية الاتحاد السوفيتي لحكمه انقذته من الانهيار.

وبرز ذلك بشكل خطير عام 1962، حين نشر صواريخ بالستية للدفاع عن كوبا، واعتبرت الولايات المتحدة في حكم الرئيس جون كيندي ان ذلك تهديد لامنها القومي.

فما كان من الرئيس السوفيتي خوروشوف الا ان توصل الى حل يقتضي بسحب هذه الصواريخ، مقابل ان تتعهد الولايات المتحدة بعدم مهاجمة كوبا.

كان الرئيس الكوبي يمتاز بقدرته على الخطابة لمدة طويلة قد تستغرق خمس ساعات او اكثر دون ملل أو كلل.

وقد زرناه في هافانا من خلال وفد برلماني برئاسة المرحوم الرئيس جاسم الخرافي، وعرضنا عليه قضية الاسرى الكويتيين في السجون العراقية آنذاك.

وقد أبدى اهتماماً ملحوظاً، حيث كان يسأل عن التفاصيل الصغيرة ويسجلها باهتمام.

ويمتاز كاسترو بالتواضع الجم في تعامله مع الآخرين، وقدرته على توجيه الحوار.

وعلى الرغم من الحصار الطويل والقاسي الذي اتخذته الولايات المتحدة ضد الشعب الكوبي لنصف قرن من الزمان، فإن الكوبيين طوروا الخدمة الصحية في بلادهم بحيث اصبح العلاج الطبي متقدماً كثيراً في هذه الجزيرة الصغيرة، وبالاخص علاج العظام.

ويرجع الفضل إلى الرئيس الكوبي كاسترو بانه كان يرسل العديد من الاطباء الى بعض الدول الاميركية الجنوبية لتقديم الخدمة الطبية للشعوب هناك.

وأثبت الشعب الكوبي بقيادة رئيسه التاريخي فشل الحصار الاقتصادي ضد الشعوب الطامحة للنهوض والتقدم.

كما يسجل للرئيس الكوبي وشعبه صمودهم عقودا طويلة امام كل الضغوطات التي كانت توجه إليهم من الاميركان الى ان قرر الرئيس اوباما اخيراً انهاء المقاطعة واعادة العلاقات مع كوبا، ليسجل انتصاراً جديداً للشعب الكوبي الاسطورة، ولزعيمه التاريخي.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك