صلاح المجتمع وتسامحه يبدأ من الأسرة..برأي زياد البغدادي

زاوية الكتاب

كتب 353 مشاهدات 0

زياد البغدادي

النهار

زوايا- «بغبغاوات»

زياد البغدادي

 

طائر «البغبغاء» هو ذلك الطائر الذكي الذي يتميز بشكله الجميل وقدرته الفائقة على تقليد الاصوات وتكرير الكلمات، وقد واجهت الكثير من العوائل التي تحتفظ بطائر «البغبغباء» في منازلها ويتفنون بتلقينه الكلمات والاسماء وكما يعج موقع «اليوتيوب» بمئات المقاطع لبغبغاوات تتحدث وتكون لديها ردود افعال للحب والغضب واللعب.

وقد لاحظت من خلال متابعتي لهذا الموضوع اننا نستطيع ان نكون فكرة عامة عن محيط هذا الطائر والعائلة الحاضنة له من خلال المفردات التي يكررها او من خلال سلوكه ودرجة علو صوته، فعندما يصيح بالسلام عليكم او احبك وكذلك لا إله الا الله فهذا وبكل تأكيد سيعطيني انطباعاً ويوصلني الى نتيجة عن البيت الذي يعيش فيه، وكذلك هي الحال اذا ما كان كثير السباب والصراخ.

وللامانة ما جرني لكتابة هذا المقال ليس هذا الطائر الممتع في معشره وصحبته ولكن ما لاحظته في اطفالنا وسلوكياتهم، ففي الاسبوع الماضي رجع ابني احمد ذو التسع سنوات من المدرسة، ويحمل في داخله من الغيظ والغضب سائلا والدته «يمه شنو يعني بدوي!؟»، فكان من الام ولغرابة السؤال ان تجاوبه بسؤال «خير عسى ماشر شنو هالسؤال، فكان احمد يومها «فازع» مع احد اصدقائه والذي قيل له اثناء الشجار «انت يا البدوي» فكان رد احمد عندها «وشنو يعني بدوي انا ترى بدوي؟»، لم يكن يعي احمد ماذا تعني هذه الكلمة ولكن موقف صديقه الذي وقف صامتا امام هذه الكلمة جعله يعتقد انه ينتمي لها وان كان يجهلها حتى لا يشعر صديقه بأنه وحيد بهذا الوصف.

اطرح هذا الموضوع بعد مرور عام من تجربة مريرة مع موضوع طائفي بعد سؤالي من أحمد «هل انا شيعي ام سني؟» واليوم يطرح ابني ماذا تعني كلمة بدوي؟ وحتى اكون صادقاً معكم لا يمكنني ان اقتنع ان الطفل ذا السبع او الثماني سنوات هو من اخترع واستنبط هذه المفردات، بل هو ليس الا «بغبغاء» يكرر ما يسمعه من محيطه.

نعم هو بغبغاء يعيد ويكرر ما يثار ويدار من حديث في محيط اسرته الصغيرة وقناعاتها، فالطفل الصامت امامك هو في حالة انصات وتسجيل لكل مفردة تخرج من شفتيك، فهو قد يكون قصير اللسان وعاجزاً عن محاورتك ونقاشك ولكنه بكل تأكيد  يعتبر تربة خصبة ومستمعا اكثر من جيد لكل ما يبدر منكم، وخاصة الابوين لما يمثلونه من قدوة للطفل.

خاتمة

قد يحتاج المجتمع الى قانون ينظم ويحفظ حقوق مواطنيه ولكن هذا القانون بالتأكيد لن يكون له سلطة داخل منازلنا وما نقوله في بيوتنا وبين اهلينا، فلا قانون الوحدة الوطنية ولا اي عقوبة كانت ستمنعنا من ان نربي ابناءنا على نبذ الاخر واقصائه ووصفه بما لا يليق، التربية والاخلاق والقيم وزرعها في ابنائنا  هي مهمتنا وليست مهمة الدولة والسلطات، فاذا ما اردنا ان ننعم بالعيش في مجتمع متسامح متصالح فلنحرص على اطفالنا وما يسمعون ويرون منا.

زوايا

1- سعيد وفخور جداً في محيط أسرتي وتربيتي لابني، لانه لا يعلم عن المذاهب شيئا ولم يحمل في داخله عداء تجاه أي مكون من مكونات المجتمع الكويتي، هو يعلم يقينا اننا جميعا كويتيون وهذا يكفي.

2- الأطفال لا يعرفون النفاق، وهو ما يتقنه بعض الكبار من ضعاف النفوس، من يقولون في الخفاء عكس ما يظهرونه للعلن.

3- الأطفال أمانة في أعناقكم فصونوا الامانة.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك