الحكومة لن يكون للمجلس الخيار في تشكيلها.. بوجهة نظر محمد السداني

زاوية الكتاب

كتب 393 مشاهدات 0

محمد السداني

الراي

سدانيات- «الفنكوش»

محمد السداني

 

كانت فكرة إبداعية رائعة في فيلم «واحدة بواحدة» لعادل إمام، فالفكرة كانت خلق شيء من لا شيء إرضاء للشارع وخوفا من الفضيحة، فكان «الفنكوش» هو الحل. ولعل هذه الفكرة لم تقف على حدود الشاشة السينمائية بل تخطتها إلى أبعد من ذلك، فكانت منهجا جديدا من الحكومات والسلطات لإلهاء الشعوب وخوفا من الفضائح التي من الممكن أن تظهر إذا تفرغ الشعب للحكومات و«بلاويها»، و«الفنكوش» هذا يتشكل تبعا لمقتضيات الحاجة والرغبة، فمرة يصبح صراعا طائفيا ،ومرة يصبح صراعا قبليا ،ومرة أخرى يصبح تخويفا من الدمار والبلاء، ومرة يصبح على شكل انتخابات رئاسية أو برلمانية.

والأخيرة هي التي من الممكن أن نتلمسها جيدا ونحن نعيش فترة الانتهاء من الانتخابات وإطلاق الوعود الإصلاحية والنهوض بالبلد إلى مصاف الدول المتقدمة. أكاد أجزم أنَّ هذه الوعود من الممكن تعليبها وبيعها لكل من يرغب في دغدغة مشاعر البسطاء الذين لا يرغبون في شيء إلا أن تسير حياتهم وفقا لما تقتضيه الإنسانية من حقوق وواجبات.

لقد تطور مفهوم «الفنكوش» الكويتي متخطيا أخاه المصري، فصار الفنكوش الكويتي زيادة على إبهامه وغموضه متزيناً ببعض المستحيلات التي تحدث نوعاً من الإثارة في الساحات الإعلامية والسياسية، فتجد نواباً يقسمون بأعظم الأيمان أن لا تعامل مع الحكومة إذا لم تعد الجناسي إلى أصحابها، والآخر متوعدا بحل القضية الرياضية ورفع الإيقاف، والأخير يقسم أن يكون سيفاً لطائفته أو قبيلته، وكأنَّ الأمر فعلا يدار من كراسيهم الخضراء في مجلس الأمة، وكأنهم سيحققون ما عجزت مجالس متعاقبة على تحقيقه.

الأمر يحتاج وقفة مع النفس ومع الضمير لكي نعرف، هل يبيع هؤلاء «الفنكوش» على الشعب أم أنهم لا يعرفون كيف تدار اللعبة السياسية في هذا البلد؟ّ وفي الأمرين، لا بد أن نحسن النية في البعض ممن يحمل أملاً وطموحاً في إصلاح بلده، بيد أنها ستصنف لاحقا من السذاجة السياسية بعد انكشاف الحقيقة ومعرفة عناصر التغيير واللعبة.

وكان من ضمن الشعارات «الفنكوشية» إعطاء الفرصة للشباب لأنهم أساس التغيير ومصدر الإبداع، فالكل يدندن على وتر الشباب وكأن المرحلة العمرية هي العامل في القفز من الفساد إلى الرشاد! من قال إنَّ الإصلاح حكرٌ على فئة دون أخرى! ومن قال إن الشباب يمتلكون ما لا يمتلك غيرهم من عطاء وإبداع؟ ومن قال إنَّ البيئة التي نعيش فيها بيئة تتأثر بشاب أو عجوز؟ للأسف نحن نحاكي الحكومة في السلوكيات التي تريدنا أن نكون عليها لا السلوكيات التي تساعدنا في التغيير، التغيير الذي كلنا نعرف أنه بعيدٌ عن الكراسي الخضراء قدرة وتمكنا وقريبٌ منها مساحة!

خارج النص:

على أعتاب تشكيل حكومة جديدة ستقسم أمام المجلس، حكومة لن يكون للمجلس الخيار في تشكيلها، وسنشهد وعود البعض وتهديدهم بأنهم سيكونون لهم بالمرصاد في أول تجاوز وكأنَّ الحكومات السابقة كانت «تمشي على العجين متلخبطوش»، الأمر ببساطة ينتهي «فنكوش» سياسي ليظهر لنا «فنكوش» آخر.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك