ما الذى تعنيه رئاسة ترامب لدول الشرق الأوسط؟.. يتسائل فهمي هويدي

زاوية الكتاب

كتب 406 مشاهدات 0

فهمي هويدي

الشروق

بشرى للاعبين المحليين

فهمي هويدي

 

ما الذى تعنيه رئاسة ترامب لدول الشرق الأوسط؟ السؤال كان موضوعا لندوة دعا إليها فى الأسبوع الماضى مركز كارنيجى للدراسات فى واشنطن. وخلال المناقشات التى شارك فيها ثلاثة من الخبراء أثيرت النقاط التالية:

< الدول التى تمارس القمع هى الأكثر ترحيبا بفوز الرئيس الأمريكى المنتخب، وهو ما يتجاوز منطقة الشرق الأوسط ليشمل دولا أخرى خارج حدودها. وإذا كانت أغلب الأنظمة العربية قد عبرت عن ترحيبها به فإن ذلك يشمل إسرائيل كما يشمل روسيا أيضا. ذلك أن أغلب تلك الدول كانت تستشعر الحرج بدرجة أو أخرى فى ظل رئاسة أوباما، التى كانت لها اهتماماتها النسبية بمسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان. ولكن ترامب حين أعلن صراحة عن عدم اكتراثه بمثل هذه الأمور بدعوى تركيزه على أولوية مكافحة الإرهاب، فإنه أنعش تلك الدول التى تحللت من الحرج، وأصبحت أيديها مطلقة فى ممارسة مختلف الانتهاكات.

 

< بعض دول المنطقة انتهزت فرصة فترة الانتقال الحالية فيما بين الرئاستين وانشغال الإدارة الأمريكية باستقبال الرئيس الجديد ولجأت إلى اتخاذ إجراءات ما كان يمكن الإقدام عليها من قبل دون أن تتحفظ عليها واشنطون فى ظل حكم أوباما. وهذه النقطة أثارتها ميشيل دون مديرة برنامج الشرق الأوسط فى مركز كارنيجى. وضربت لذلك مثلا بصدور قانون الجمعيات الأهلية فى مصر الذى يخضع المجتمع المدنى لسلطة أجهزة الأمن، وتقنين إسرائيل لوضع المستوطنات فى الضفة الغربية، التى يفترض أنها أرض محتلة لا يجوز البناء عليها طبقا للقانون الدولى.

< بالنسبة لمصر قيل إن ترامب ومستشاريه أبدوا اهتماما بها، وتحدثوا عن أنهم سيقومون بعكس ما قام به أوباما (بافتراض أن السيدة كلينتون كانت فى حال نجاحها ستستمر على نهجه) ومن المتوقع أن تتمحور سياسة ترامب حول اعتبار مصر حليفا ليس فقط ضد الإرهاب ولكن أيضا ضد الإسلام الراديكالى بحسب تسمية فريقه. وقد نشر الإعلام المصرى عقب لقاء ترامب مع الرئيس السيسى قبل الانتخابات الرئاسية أن الرئيس الأمريكى المنتخب وعد بزيارة مصر واستعادة المساعدات الاقتصادية لها وزيادة الدعم العسكرى إلى جانب تشريع الإخوان كمنظمة إرهابية فى الولايات المتحدة. وأيا كان مقدار عدم الدقة فى تلك المعلومات، فإنها على الأقل بينت ما تريده الحكومة الأمريكية من ترامب فى فترة حكمه.

< هناك بهجة فى سوريا، لأن ترامب أعطى انطباعا قويا بأنه سوف يركز على داعش وليس على الأسد، الأمر الذى يعنى أن فرصة بقاء نظامه قائمة خلال السنوات المقبلة.

< معاداة إيران الواضحة فى خطاب ترامب واختيار مساعديه من خصومها ستشكل نقطة لقاء بينه وبين دول الخليج، التى كانت قد تراجعت أهميتها الاستراتيجية فى عهد أوباما. وإذا كان الرئيس الحالى أوباما قد أشار إلى أن إيران يمكن أن تعد شريكا فى المستقبل. ودعا السعودية وإيران إلى حل مشاكلهما، فإن ترامب تحدث الآن بلغة أخرى تتبنى موقفا أكثر تشددا وحزما إزاء إيران.

< فى تركيزه على مواجهة «داعش» فإن ترامب لن يكترث كثيرا بالتفاعلات الأخرى فى الشرق الأوسط بما فى ذلك علاقة إسرائيل بالفلسطينيين.وسيترك السعودية تدبر أمرها فى اليمن، وسيترك ليبيا فى عهدة النظام المصرى، أما سوريا فستطلق فيها يد الروس. الأمر الذى يعنى أنه سيترك شأن المنطقة للاعبين المحليين لينصرف هو إلى مواجهة إيران وحربه ضد داعش وتحالفه مع الروس.

الباحثون الثلاثة الذين اشتركوا فى المناقشة هم مروان المعشر نائب رئيس مركز كارنيجى ووزير الخارجية الأردنى السابق وميشيل دون مديرة برنامج الشرق الأوسط بالمركز وجوزيف بحوت وهو باحث من أصل سورى فى الأغلب. ولا تنسى أن ما قالوه يدخل فى باب التكهنات المبنية على مواقف وتصريحات الحملة الانتخابية فضلا عن خيارات ما قبل تولى المنصب رسميا فى الشهر المقبل، الأمر الذى يعنى أنه ليس بالضرورة آخر كلام لدى ساكن البيت الأبيض.

الشروق

تعليقات

اكتب تعليقك