إيمان حيات :رحلة الحرية!

زاوية الكتاب

كتب 8721 مشاهدات 0


سعادة المجتمع تكمن بسعادة الفرد والتي تنعكس إيجابيا على رقي وازدهار الوطن.

نعيش الساعات والأيام المتبقية من حياتنا  في حالة قلق وحيره  مما يحدث حولنا من صراعات وحروب وخوف من المستقبل المجهول والذي بدوره خلق لدينا الإحساس  بعدم الاستقرار والأمان  في ارض الوطن ،  ولا أعلم لماذا صعب علينا إدراك مفهوم الوطنية الواقعية وحب هذه الأرض الطيبة ؟

ولماذا نربط حاضرنا ومستقبلنا ومستقبل هذه الأرض البريئة بأهواء فئة من الشعب تطمع أن تقود المجتمع بفتاوى  تتسلط على حاضرنا ومستقبلنا وتجعلنا رهائن تحت سيطرة

الماضي المندثر، وبكل طاغوت تقيد  عقولنا وتتحكم بأفكارنا باستغلالها فتاوى ذات صبغه مقدسه ملغمه بالكراهية والأحقاد تثير الصراع بين المذاهب والأديان والطوائف والقبائل وكل فئات المجتمع ، فهي لاتريد الخير والطمأنينة والاستقرار  لهذا الوطن .

إلى متى ونحن نضع أنفسنا وأبناؤنا وأجيالنا تحت سيطرة قال هذا وقال ذاك ؟؟؟

وإلى متى لانستطيع النقد وفتح باب الحوار لأن ما يقولونه مقدس ولايحتمل النقاش؟؟؟؟؟

جاء الأوائل إلى هذه الأرض الخالية من البشر والماء من كل جهة ،  ولم تكن لديهم أية فكرة أو معرفة بما في جوفها ، توافدوا عليها من الصحراء مشياً أو ركوباً على البغال والحمير والنوق ، وجاءوا عبر البحر بسفنهم الخشبية البسيطة واستقروا علي قطعة أرض  قاحلة بجوار البحر ، وكونوا لأنفسهم  مجتمع جديد معتمدين على إدارة عادلة. ارتضاها كل كويتي شيعي وسني حضري وبدوي و من كل فئة ودين ، لتحكم بينهم بالعدل والسواسيه على  أرض سميت الكويت . 

 

وبعدها بدأنا نرى ونسمع الكثير من أفراد  وجماعات من هذا المجتمع  يربطون  وطنيتهم  بأصلهم أو عرقهم أو طائفتهم او قبيلتهم متجاهلين إننا جميعا نعيش تحت سقف واحد وأن مايجمعنا أرض الوطن ، ولكنهم وللأسف لم يعتّبروا من قصة حياة أجدادهم الذين هربوا من واقعهم المرير ليحظوا بالأمان والسلام الذي وجدوه واستشعروه على هذه الأرض الصغيرة والطيبة،  فطغت عليهم المصالح ونسوا معنى المجتمع الواحد وما هي الوطنيه الصادقة ، وأصبحوا كالدُمى بيد أطماعهم وجشعهم لا يريدون الخير للشعب الكويتي الذي وحدته تتضارب مع مصالحهم وغاياتهم المشبوهه.

وأنصح هؤلاء من أعمتهم مصالحهم عن مصلحة الوطن ومن أخذهم جشعهم ومطامعهم عن الوفاء لهذه الارض الطيبه ، أن يمتلكوا الشجاعة ويرحلوا من حيث ما أتوا ، نعم أرجعوا  إلى أصولكم وأراضيكم التي تركتموها هرباً وخوفاً من بطش الأصوليين والطائفيين  والغزوات والقحط والأمراض ، لعلكم تجدون بذلك ضالتكم وترحمون المجتمع من  أمراضكم النفسية قبل أن يفتك بما تبقى لنا من الوطن .


أدعوا الله أن يهدي أبناء الكويت إلى السعادة اللامنتهية  في حياتهم على هذه الارض المعطاء الطيبة ، ويهديهم إلى معنى المحبه والإنسانية ، وينصر كل وطني واقعي وحقيقي بحبه لهذه الأرض التي  أسكنته وحمته وصانته ، والتي من جوف أرضها القاحلة أطعمته وألبسته وعلمته وراعته .

وأن لايكون إلا كويتياً بالفهم والعقل والقلب والواقع  ، ويوضح نواياه بالفكر الناضج وبالعمل الجاد والدوؤب وليس بالصراخ والعويل وبالأناشيد والخطابات المشحونه وبتجنيد الناس بالروحانيات المسيسه الزائفه والموبوءه، ليجمع ما يمكن جمعه من هذه الأرض ، وبأي طريقة عشوائيه تناسبه ، لضمان  وضعه ووضع أولاده وأحفاده  ومستقبل من يشاركه بهذا الشعور المخزي وتخزينها خارج أسوار هذا الوطن لتكون له ذخرا وسند بعد انتهاء مهمته في تفتيت وزعزعة أمن الوطن.

انظروا إلى الواقع بكل موضوعيه و حياديه واعلموا أن ما في باطن هذه الأرض الطيبه والذي هو المصدر الرئيسي  لقوتنا  لن يدوم لنا للأبد ، وأن لم نستيقظ من سباتنا وخمولنا ونعمل بإخلاص وجد سنخسر أنفسنا وتنتهي مسيرة الوطن.

ماذا ننتظر لنصحوا من تلك الغيبوبه التي سيطرة على العقول !

هل ننتظر أن يصيبنا ما أصاب شعوب دول الجوار والدول العربيه والإسلاميه التي رعت مجموعه من الأفكار الضاله وغلفتها بالقدسية وأشعلت نيران التطرّف  وأغرقت شوارعها دماء الأبرياء فضاع  حاضرها   وتلاشى مستقبلها وأندثر ماضيها ، و كل هذا بسبب تعصبهم لفكرهم المبني على الطائفيه والفئوية الجوفاء التي غرضها فرق تسد !!!


وبإسم الكويت الدستورية  الحره الأبيه ، لابد أن نعي ونعلم ونفهم أنه ليس لأي تجمع من الشعب الحق بالقول أن الكويت لهذه الأسرة أو القبيلة أو الطائفة دون الاخرى  ...كويت الخير للجميع.

ونحن و بإسم الإنسانيه والحريه والعداله نقول كفى لتلك الأطماع التي تستغل المحن الطائفية والقبلية  للحصول على حق الغير بأي شكل أن كان سواء مادياً أوسياسياً  أوغيره .

إننا ندعوا للإنسانيه والعداله التي لن تتحقق إلا عن طريق الدوله المدنيه التي تحترم وتحمي كل أبناء الوطن باختلاف أنتماءاتهم دون أدنى تمييز ، وازالة المفاهيم المغلوطة عن الليبراليه التي شوهها متطرفون الأديان والساسه لانها لا تخدم مصالحهم المشبوهه والوصوليه ، نحن ندعوا للسلام لأننا لانريد أن يسفك أبناءنا دماء بعضهم بأسم الدين !

ولانريد أن يُقتل أطفالنا بأيادي أخوانهم المسلمين!

ولانريد أن تسبى نساؤنا من رجالاً يدعون بأنهم أولياء صالحين!

نحن نريد السلام وأن يُحترم الأختلاف وأن نتعايش بإنسانية وأن نطوي صفحات طويله من الصراع ، ولن نستطيع تحقيق ذلك إلا بمد جسور المحبه وهدم سدود الخلاف.

هل نستطيع فعل ذلك؟


هذا ما آمله

إيمان جوهر حيات

الآن - إيمان جوهر حيات

تعليقات

اكتب تعليقك