سورية ضحية فقدان الهوية.. كما يرى سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 455 مشاهدات 0

سلطان الخلف

الأنباء

رأي- سورية ضحية فقدان الهوية

سلطان الخلف

 

 

ربما يتساءل الإنسان العربي ماذا جنى العرب من الدعوات القومية التي اجتاحت البلاد العربية أثناء وبعد الفترة الاستعمارية؟ فهذه الدعوات كانت ذات طبيعة عاطفية تعبوية ضد المستعمر وأصحابها كانوا من أبعد الناس عن الروح الديموقراطية واحترام الإرادة الشعبية يشهد على ذلك أنظمتهم الديكتاتورية القمعية التي أقاموها في بلدانهم والتي تسببت في ثورات الربيع العربي في بلدان القمع العربي.

كان شعار الإخوة في العروبة وبالا على سورية فقد دخل تحت عباءة هذه الأخوة الزائفة من كان يتربص بالقطر السوري الدوائر من الأقليات التي يشهد التاريخ بمواقفها الخيانية للشعب السوري على مر الأزمنة منذ دخول الإسلام فيها وأثناء وبعد مغادرة المستعمر الفرنسي منها.

فباسم العروبة تسلمت الأقلية الطائفية السلطة على حساب الأكثرية المسلمة الغافلة بينما استغلتها الأقلية في ترسيخ سيطرتها على الجيش والأمن وعلى مفاصل الدولة والتمتع بكافة الامتيازات المتاحة حتى استطاعت إخضاع الأكثرية لإرادتها بالقوة كما رأينا ذلك في أحداث مجازر حماة التي ارتكبها نظام الأقلية في ثمانينيات القرن الماضي.

وبينما نظام الأقلية يرفع شعار الصمود والتصدي العربي ويتفاخر بالجيش العربي السوري كان يتقرب بخطى واسعة نحو النظام الإيراني الثوري وينفتح عليه حتى صارت سورية مرتعا لرجال الدين الإيرانيين يصولون ويجولون فيها ويتصدرون منابرها إلى أن تحولت إلى محطة دينية يزورها الإيرانيون الطائفيون على مدار الساعة.

وزاد من التدخل الإيراني في سورية ثورة الربيع السوري ضد نظام الأقلية الطائفي حيث ألقت إيران بكل ثقلها من أجل حمايته نظرا لقرابته الطائفية منها وقد وجد فرصته السانحة التي لن تتكرر في الانتقام من الأكثرية حيث اعتمد سياسة الأرض المحروقة والقتل الجماعي بكل الوسائل العسكرية المتاحة خلال السنوات الخمس الماضية يشهد على ذلك دمار حلب وتهجير الملايين من شعب سورية وقتل مئات الألوف منهم.

لقد جلب العروبيون على الشعب السوري الويلات عندما نسوا هويتهم الإسلامية التي كانت رباطا أساسيا يجمع غالبية الشعب السوري المسلم بينما تمسكت الأقلية التي لا تتجاوز 5% برباطها الطائفي واستطاعت أن تضحك على هؤلاء العروبيين بشعاراتها العروبية الزائفة. ولعل ما واجهه الشعب السوري من قتل وتشريد على أيدي هؤلاء الطائفيين يكون درسا مفيدا للأجيال القادمة والحاضرة في استيعاب أهمية الهوية الإسلامية في تماسك الدولة العربية ذات الغالبية المسلمة، فالدولة التي لا تعني بهويتها الدينية هي دولة ضائعة فاقدة الهوية.

وعلى العروبيين والعلمانيين العرب أن يتعلموا الدرس من الأوروبيين وبالأخص من المستشار الألماني السابق هلموت كول الذي أكد أن الاتحاد الأوروبي هو اتحاد مسيحي رغم علمانيته وتمسكه بألمانيته. كم أنتم سطحيون أيها العروبيون والعلمانيون العرب وكم جلبتم لأوطانكم الويلات.

***

تصريح نتنياهو بأن الشاب الفلسطيني فادي قتبر الذي دهس الجنود الإسرائيليين كان متأثرا بأفكار داعش هو أكذوبة لن تنطلي على أحد. فلولا سياسة الاضطهاد ومصادرة الأراضي والاعتقال التي تطول حتى الأطفال والقتل لأتفه الأسباب والحصار وهدم المنازل واقتحام المسجد الأقصى واستفزاز المصلين فيه لما فعل الشاب الفلسطيني فعلته.

وقد أكد على ذلك الوزير البريطاني آلان دنكن بعد قرار الأمم المتحدة إدانة سياسة الاستيطان الصهيوني في الأراضي المحتلة. يبدو واضحا أنه لا أحد بات يصدق أكاذيب الصهاينة حتى أقرب حلفائهم الأمريكيين الذين سمحوا بتمرير قرار إدانة الأمم المتحدة لسياسة الاستيطان الصهيونية وهي سابقة لم تعتد عليها الحكومة الأميركية.

 

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك