حب الخير للغير...يكتب عبد العزيز الدويسان

زاوية الكتاب

كتب 650 مشاهدات 0


ثقافة الخير والعطاء والجود والكرم ثقافة تدل على سمو النفس ونقائها ومحبتها للغير و الخير ، العطاء سعادة لا يشعر بها إلا من جربها وخدمة الناس سعادة والبذل دون مقابل سعادة ، رسالة العطاء إنسانية رسالة عظيمة وهي منارة بنورها وتوهجها لمساندة و مساعدة الغير ، ودولة الامارات العربية المتحدة أعلنت أن عام 2017 في الامارات سيكون شعاره ( عام الخير ) ، والشعار الذي اعتمد للحملة كلمة ( الخير ) تشكل مرتكز للشعار حيث صمم حرف الراء فيها على هيئة سعفة شجرة نخيل لما تمثله النخلة من قيمة معنوية وثقافية كبيرة في دولة الإمارات واقترانها بهوية الدولة وجغرافيتها وتراثها .

الكويت مسيرة غنية بالعمل والخير ومركز عالمي إنساني ، تنوعت أعمال الخير وابتكاراته وانتشرت بالآونة الأخيرة ( ثلاجات الخير ) ولا تخلو منطقة في الكويت إلا وفيها العديد من هذه الثلاجات لوضع الأطعمة للغير بغرض فعل الخير .

وقصة يرويها الشيخ علي الطنطاوي عن آداب الإحسان ويقول ' رأيت البنت البارحة ، قد أخذت شيئاً من الفاصوليا، وشيئاً من الرز، وضعتهما في طبق كبير من النحاس ، ووضعت عليهما قليلاً من الباذنجان ، ورمت في الطبق خيارة وحبات من المشمش، وذهبت به ، فقلت: لمن هذا يا بنت؟ قالت للحارس، أمرتني جدتي أن أدفعه إليه ، قلت: ارجعي يا قليلة الذوق ، هاتي صينية ، وأربعة صحون صغار، وملعقة وسكيناً وكأس ماء، وضعي كل جنس من الطعام في صحن نظيف، فوضعت ذلك كله في الصينية، مع الملعقة والسكين والكأس وقلت: الآن اذهبي به إليه فذهبت وهي ساخطة تبربر وتقول: كلاماً لا يفهم فقلت: ويحك هل خسرت شيئاً؟ إن هذا الترتيب أفضل من الطعام ، لأن الطعام صدقة بالمال ، وهذه صدقة بالعاطفة، وذلك يملأ البطن، وهذا يملأ القلب، وذلك يذلّ الحارس، ويشعره أنه شحاد منَّ عليه بقايا الطعام، وهذا يشعره أنه صديق عزيز، أو ضيف كريم وتلك يا أيها القراء، الصدقة بالمادة، وهي هذه الصدقة بالروح، وهذه أعظم عند الله، وأكبر عند الفقير، لأن الفرنك تعطيه السائل ، وأنت مبتسم له ، أندى على قلبه من نصف الليرة تدفعها إليه ، متنكراً له متكبراً عليه ، فيا أيها المحسنون، أعطوا من نفوسكم، كما تعطون من أموالكم، وأشعروا الفقراء أنكم إخوانهم، وأنكم مثلهم، وانزلوا إلى مكانتهم، لتدفعوا إليهم الصدقة يداً بيد، لا تلقوها عليهم من فوق، فإن صرة الذهب إن وضعت في يد الفقير أغنته، وإن ألقيت على رأسه من الطبقة السادسة قتلته ' .

هذه القصة والعبرة منها أن بعض الأحيان نشاهد الأطعمة في ثلاجات الخير وكأنه خذوه فغلوه ، من يقدم هذا الطعام ليضع نفسه مكان من سيأخذ الطعام بطريقة غير مرتبة أو منظمة أو تشعر الغير كأنه فضلة الطعام ، قليل من الترتيب لا ينقص منك شيئا بل دلالة على سمو نفسك ورفعتك .

فالعمل الخيري فيه كسب رضى الرحمن ، وازدياد الألفة بالمجتمع ودلالة على الرقي والتحضر ، ابتكر وساعد وساند وحب الخير للغير .

 

 

الآن - عبد العزيز الدويسان

تعليقات

اكتب تعليقك