«الطائفة التدبيرية» الصهيونية هي من تحكم أميركا.. هكذا يرى وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 675 مشاهدات 0

د.وائل الحساوي

الراي

نسمات-  من يحكم أميركا في الواقع؟!

د.وائل الحساوي

 

«الطائفة التدبيرية» هي واحدة من أهم وأخطر الطوائف الصهيونية النصرانية البروتستانتية، وهي تعتقد بأن الرب قد جعل في التاريخ مسارين متوازيين، أحدهما يعمل من خلال إسرائيل الشعب اليهودي، والثاني من خلال الكنيسة!!

ويعتقد هؤلاء أن التدبير السابع فيه يجيء المسيح - عليه السلام- عندما يجتمع اليهود في فلسطين، ويملك ألف سنة!! كما يعتقد التدبيريون بأن اليهود هم أمة مختارة مفضلة وأن العهد القديم هو المرجع الأول للنصرانية، وأن فلسطين هي ملك للشعب اليهودي، وأنه لا بد من تعاون النصارى مع اليهود لتمكينهم من فلسطين وإقامة دولة لهم هناك.

وتقدر أعداد الملتزمين بعضوية الطائفة التدبيرية في الولايات المتحدة الأميركية بحوالي خمسين مليون عضو بحسب إحصائية عام 1982، وما يقارب هذا الرقم في أوروبا!!

وهذه الطائفة هي التي تسيطر على الكونغرس الأميركي، ومنذ سبعين سنة لم يصل إلى رئاسة الولايات المتحدة رئيس إلا وكان منتمياً للطائفة التدبيرية!!

تُقدر أعداد الأميركان البيض (الانجلوساكسون) بأكثر من تسعين مليون أميركي، ويتميز هؤلاء بتدينهم الكبير وارتباطهم بالكنيسة، ولا شك أن الجهات التي عملت على إيصال رجل ذي بشرة سمراء إلى رئاسة أميركا لم تقنعهم، فتمسكوا بأول مخلص لهم جاء ليعيد العزة والكرامة للرجل الأبيض، والذي رفع شعار «أميركا للأميركيين»، وكأنما الأميركان مستعمرون من غيرهم، لا أنهم يحتلون نصف العالم ويفرضون هيمنتهم على الشعوب المقهورة!

إن ديون أميركيا التي وصلت إلى 19 تريليون دولار قد أنفقها زعماؤها على مغامراتهم الفاشلة في بلدان العالم، ومن شأن تولي ترامب للحكم أن يزيد من ديونهم ما لم يتوقف عن التدخل في شؤون الآخرين!!

لقد كانت نتيجة الانتخابات الأميركية الأخيرة بمثابة صدمة للعالم كله، ولم تستطع وسائل الاستطلاع المتطورة أن تحسب حساب تلك النتيجة التي جاءت عكس استطلاعات الرأي التي قدرت بأن كلينتون ستفوز!!

إن «الأميركان البيض الأنجلوساكسون» قد ألقوا بثقلهم لدعم ترامب، وهو ما عبرت عنه كلينتون بقولها: «لم أكن أدرك أن الشعب الأميركي منقسم بهذه الطريقة»، المهم في كل ذلك هو أن التعصب الغربي المرتبط بعقائد توراتية منحرفة سيستمر وسيزداد على حساب عقيدتنا، وبالمقابل نرى من يدعو إلى قمع جميع المخلصين عندنا تحت مسمى الانفتاح على الغرب ومحاربة التطرف الإسلامي!!

هل لاحظتم بأن ترامب في خطاب تنصيبه قد تنازل عن جميع عداواته مع العالم عدا تهديده بالتصدي للتطرف الإسلامي!! وبالطبع فنحن نشاطره آماله، ولكن بشرط أن نقوم بتعريف ذلك التطرف لا أن نتهم ملياراً ونصف المليار مسلم قد عانوا من ظلم الغرب لهم وتشتيته لشعوبهم ونهبه لثرواتهم، نتهمه بأنه يمثل ذلك الإرهاب المزعوم!

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك