مطلوب الاستعانة بجهة استشارية تنفض الوزارة نفضة قوية.. يتحدث مبارك المعوشرجي عن تردي خدمات الصحة

زاوية الكتاب

كتب 416 مشاهدات 0

مبارك المعوشرجي

الراي

ولي رأي- وزارة «العلة»

مبارك المعوشرجي

 

منذ تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم إلى يومنا هذا، تولى حقيبة وزارة الصحة نحو 20 وزيراً ووزيرة، من أبناء أسرة الحكم، ونواب، وسياسيين عاديين، وشغل منصب وكيل الوزارة ما لا يزيد على أصابع اليد الواحدة، أما القيادات الوسطى، فمنها منذ أيام حفر الشط، وفيهم من لا يحمل أي مؤهل علمي عدا (طال عمرك، واللي تشوفه حضرتك).

المستشفيات في حالة تعيسة، ولا يحصل المواطن على غرفة خاصة إلا بشق الأنفس، ويكفي للتدليل على ذلك، أن ثلاثة من أعيان الكويت الكرام المعروفين، توفوا في مستشفى مبارك منذ أسابيع في غرف عمومية، ومات نائب سابق بسبب خطأ طبي منذ شهور، ففقد الناس الثقة في كوادرها الطبية وانتشر الفساد الذي نقرأ أخباره كل يوم على صفحات الجرائد اليومية.

مواد طبية تشترى فوق الحاجة، ثم يتم إتلافها بعد ذلك لانتهاء صلاحيتها، أو أجهزة من دون الكفاءة المطلوبة، وأدوية فاسدة، ومغشوشة، وصمامات قلب مقلدة، وغير ذلك الكثير الكثير في مؤسساتنا الصحية ما دعا الناس إلى أن يطالبوا بشدة بعلاج مرضاهم في الخارج، لأن الحياة غالية، حتى تجاوزت ميزانية العلاج بالخارج، ميزانية الصحة بعشرات الملايين، ونُقل الفساد إلى دول العلاج بالخارج الذي تحول إلى ما يبدو إلى علاج سياحي، ورشوة لنواب لكسب ولائهم السياسي للحكومة، وهؤلاء النواب حولوها بدورهم إلى عطايا لناخبيهم للحصول على أصواتهم.

تم استجواب العديد من الوزراء، وتقدموا باستقالاتهم مضطرين، بسبب أخطاء ارتكبها غيرهم، وظل المخطئون على كراسيهم، واستمر الفساد.

والمطلوب اليوم ليس فقط تكليف شركة مختصة لإدارة مستشفى جابر، بل مطلوب أيضاً الاستعانة بجهة استشارية، تنفض وزارة الصحة نفضة قوية، بدءاً من الفراش وحتى أكبر مسؤول فيها، وتخلصها ممن فشلوا في أداء دورهم المطلوب منهم، والإتيان بكفاءات لديها الخبرة والمؤهل، والأهم من ذلك أن تكون وطنية، تصم آذانها وتنبه ضميرها عن كل نائب متسلق، أو تاجر متسلط، فأرواح الناس ليست سهلة بأيديهم.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك