حروب بسبب «العيد» الوطني!.. تكتب خلود الخميس

زاوية الكتاب

كتب 462 مشاهدات 0


الأنباء

حروب بسبب «العيد» الوطني!

خلود الخميس

 

اليوم الوطني، ذكرى التحرير، سنوية ميلادي، أوصاف يوم وذكرى وسنوية أفضل من وصف «عيد» وأقرب للتقوى وأبعد للجدل العقيم بين الأمة لأن للمسلمين عيدين فقط، الفطر والأضحى، فتخيلوا حجم المعارك العقدية التي ممكن أن تنشب، هذه الأيام، بسبب استخدام وصف «عيد» للوطني والتحرير لتعلموا لماذا تقف أمة الإسلام في آخر صفوف التطور البشري، ومنحنى الحضارة يطأطئ رأسه.

المثال غير مبالغ فيه كسبب لحرب ضروس بين الدعاة والعوام ممكن أن تؤدي لإخراج من الملة وتفسيق وتبديع وإلى ما لا نهاية من الشقاق الذي أودى بالأمة المسلمة هوية وأبعد ما تكون عن الدين عقلاً وسلوكاً.

مثل المعارك التي ما زالت تطحن البعض بسبب «جمعتكم مباركة»، رغم أنه من الأيام الطيبة ومذكور فضله، ولكننا ملة الجدل، ومتى ما حل الجدل توقف العمل.

المثل هذا دليل واضح على أهمية بل الأهمية الملحة لدور كتاب الرأي في تصحيح فكر الأمة من اعوجاج التعصب لرأي أوحد أو تبني المتطرف منها، فهل نقوم بواجبنا؟!

غبت عن الكتابة فترة لأراقب الأجواء وأتنقل بين مختلف الأقلام، وهي عادة اتبعها للاطلاع على الآراء والأفكار، لاحظت أن الأغلبية تكتب «رد فعل» يجرفها التيار حيث شاء، وقلة قليلة جداً تكتب مبادِرة وفعلا بعيداً عن حدث والرد أو التعليق عليه، وهذه أزمة كتاب الرأي في الإقليم أو لنقل في مجتمعات الفراغ التي تقتات على الهذر المتداول.

بالطبع هذا رأيي وكل حر بما تخط يداه، سيجده يوم العرض فليستعد بصحيفة الدفاع والمرافعة، أما المطلوب من الكاتب الذي يرجو أن يحسب من المثقفين ويخلد ذكره كمصلِح أن يكون ذا موقف، فعل، سلوك، ريادة وقيادة للرأي العام، فاعتبار الأحداث المطروحة والمتسارعة على الساحة هي القضايا التي تحفز الحبر ليس بثقافة ولا إبداع، ولا أرى أنها تستحق إفراد المساحات لكتاب هذا النهج، بينما تبنّي القضايا وتناول الحدث بحلول والكتابة برصانة بلا غضب ولا حنق ولا شخصانية ولا تأليف وكذب وتدليس هو التحدي الذي يواجه الأقلام التي تتطلع إلى التميز لتنهض بالأمة.

لا أستثني نفسي وكلامي موجه لي قبل أي أحد، لذلك أخذت نفساً عميقاً لأسابيع، فقط حتى أدرب عقلي على الروية والتريث وألا أكتب تبعاً لحدث بل أن أكتب ما يهمني ويمثل فكري ومنهجي وأطرحه بشكل راق بلا تكبر على المتلقي فلسنا بخير منهم، ولكن الحظ حالفنا لنحتل مساحة في صحف مرموقة نخاطب من خلالها العقول بما نراه.

ومن حق الكاتب بث فكره وما يؤمن به، وبالنسبة لي أضيف : أن من حق الكاتب أن يطرح في وسائلنا أفكاره بما لا يدمر قيمنا وأخلاقنا ولا يتناقض مع ثوابت الإسلام ولا يثير في المجتمع النعرات والجاهلية أياً كانت صورها، بينما البعض يرى أن من حق الكافر أن يعبر عن كفره أينما كان، وأن ضد ذلك مطلقاً في بلاد الإسلام، لا ينقصنا التذبذب حتى نستورد من يكرسه.

أعرض هنا نتاج ثلاثة عقود من العمل الصحافي والإعلامي والأدبي، وأشارك من أحب لهم الخير عصارة التجربة ومداد الرحلة خيره وشره، والله يعلم أن العالم الإعلامي شائك مرهق، فيه عراقيل الطريق تفوق التعبيد، ولكنه «الحب الشقي» الذي يتلبس الإنسان فلا تقدر على إخراجه تعاويذ شيخ مختص بالجن، ولا عصاة مجنون يظن أن الضرب سيخيف جنية فتهرب من جسد حبيبها!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك