نقول لهؤلاء الذين لا يزالون يعيشون بعقلية السادة والعبيد بأن الشعب الكويتي قد سئم فسادكم واستهتاركم بالقوانين.. يخاطب وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 485 مشاهدات 0

د.وائل الحساوي

الراي

نسمات- تدرّج ولكن من دون مذلة!

وائل الحساوي

 

اتصل بي وقال بعد السلام: «أرجوك... أرجوك... أرجوك» قلت له: ما الذي ترجوه وما هو الأمر المهم الذي دفعك لهذا الرجاء؟!

قال: «أرجوك أن تقول لكل من تمون عليه من نواب المجلس بأن يخففوا الدوس ولا يستهتروا في محاولتهم للتصدي للحكومة بهذه الطريقة، تكفي تجربة مجلس 2012 ولا نريد تكرارها فقد عانت الكويت أشد المعاناة من عنتريات المعارضة واستعجالهم لتغيير كل شيء، ثم شاهدنا ما حل بمجلسنا أربع سنوات وكيف تمت معاقبتنا بهذه الطريقة التي لا نريد تكرارها!».

قلت له: أوافقك بأن أحداً لا يريد تكرار تلك التجربة المريرة، وحتى لو افترضنا الإخلاص في جميع نواب المجلس الحالي، فإن الواجب هو التدرج في سن القوانين ومحاسبة المفسدين وعدم القفز على الدرج لإصلاح كل شيء دفعة واحدة!

سأظل اكتب وأنصح كل من أعرفه من النواب بالتمهل في الإصلاح، فالشق كبير لا يمكن إصلاحه بين يوم وليلة، ألم تر بأن نقاط الماء المتساقطة من سفح الجبل باستمرار تستطيع أن تهد الجبل مهما كان شموخه؟!، ألم تقرأ ما قاله عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنهما لا بنه عبدالملك عندما قال له: «يا أبت لا تنفذ في الأمور، فوالله لا أبالي في الحق لو غلت بي وبك القدور، فأجابه عمر: (لا تعجل يا بني، فإن الله تعالى ذم الخمر في القرآن الكريم مرتين وحرمها في الثالثة. أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه وتكون فتنة» لكننا على الرغم من ذلك ننصح حكومتنا بأن تراعي مشاعر الشعب وألا تعرضهم للمذلة، وقد شاهدنا ما يجري اليوم في وزارة الصحة - كما سمعنا- من تدخل بعض المتنفذين لحماية بعض المفسدين في الوزارة وتحدي قرار وزير الصحة الإصلاحي بالاستقالة، فما كان من نواب الأمة إلا أن هددوا باستجواب رئيس مجلس الوزراء إن رضخ لهؤلاء المتنفذين، فهل يعقل أن يتعرض البلد لهذا الزلزال المدمر من أجل حماية بعض المفسدين؟!

إن الحكمة مطلوبة في معالجة أمورنا ويجب أن نقول لهؤلاء الذين لا يزالون يعيشون بعقلية السادة والعبيد بأن الشعب الكويتي قد سئم فسادكم واستهتاركم بالقوانين، وإن العصا الغليظة التي تستخدمونها لتأديب من لا يسير في ركبكم قد تنفع بعض الوقت لكنها لا يمكن أن توقف عجلة الإصلاح، فاستجيبوا لنداء الحق والواجب خير لكم!

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك