بيت القرين...قصة ملحمة بطولية وتاريخية

محليات وبرلمان

تجسدت في قوى وطنية تصدت للغزو ودافعت عن الوطن بأرواحها

2327 مشاهدات 0


بعدما قامت جيوش الغدر بالسيطرة على الكويت ، بدأت تتشكل قوى المقاومة من شباب الكويت مطعمة بعناصر وقيادات الجيش الكويتي الذين لم تمكنهم ظروف المعركة من الدفاع عن تراب الكويت حينما بدأت قطعان البعث بغزو الكويت فجأة .
 
وهنا تجلى دور الشهيد القائد هادي سيد محمد العلوي العسكري السابق والموظف في بلدية الكويت  ،  والذي قام بجمع الأقارب والاصدقاء المقربين له في مزرعة تقع في منطقة الفنيطيس وهي ملك لعائلة القائد وهكذا بدأت المجموعة بأجتماع حوالي 37 عنصرا في المزرعة .
 
وبدأت في مقاومة المحتل في اليوم التالي للاحتلال ، وبالتحديد يوم الجمعة الثالث من اغسطس من عام 1990 وقد ضمت المجموعة في بداية تشكيلها مجموعة من الضباط والجنود من منتسبي الجيش الكويتي ولم يكن اختيار هادي قائدا للمجموعة من قبيل الصدفه ،  فكان قائدا مثاليا فقوة شخصيته والحزم والثبات والتحمل اضافة الى ادارته الشوريه تجسد وتطبق قوله تعالى {وامرهم شورى بينهم} . 
 
 كانت مجموعة المسيله بأغلب عناصرها تجتمع مع بعضها بعيدا عن اسرها وكل اسبوعين يذهب من يشاء منهم لرؤية اهله والبقاء معهم عندهم يوم او يومين ثم يعود لممارسة نشاطه في المجموعة غير ان القائد كان متميزا فلم يكن يقضي مع اهله اكثر من ساعتين ثم يعود مسرعا الى مقر المجموعة ليطمئن على الشباب ويتابع نشاط المجموعة .
 
تجميع السلاح
 
في البدايات كان الشغل الشاغل للمجموعة هو الحصول على السلاح , فكانت أغلب عملياتهم تهدف الى تجميع السلاح وبالفعل استطاعوا ان يحصلوا على كمية السلاح وخاصة من صبحان مقر الدفاع الجوي الكويتي وقد قام بهذه المهمة كل من الملازم أول جمال الابراهيم وشقيقه المهندس باسم الابراهيم كما وان المجموعة قامت بالدخول الى منطقة كيفان بعد اسبوع من اقتحامها من الجنود الغزاة إثر المقاومة الباسلة التي خاضتها مجموعات المقاومة مع الجنود الغزاة وغامر في هذه المحاولة شقيقا القائد وهم حامد علوي ونوري علوي وكانت غنيمة المجموعة من عملية دخول كيفان هي رشاشين نوع استقلال وهما أعز مابقي مع المجموعة حتى المعركة الباسلة التي خاضوها في القرين . 
 
طلائع العمليات العسكرية
 
بعد ذلك بدأت طلائع العمليات العسكرية للمجموعة واعتمدت في بدايتها على عمليات اغتيال الجنود بصورة فردية حيث ان القوات الصدامية الغازية لم تكن تتوقع بعد احتلالها السهل للكويت ان تواجه مقاومة من الشعب الكويتي .
 
فكانت احتياطاتهم الامنية ضعيفة كما وان نقاط التفتيش كانت شكلية فالبعث كان يتركز على العسكريين دون التفكير بالسلاح او افراد المقاومة وما الى ذلك.
 
نقطة الضعف هذه استغلتها مجموعة المسيلة وبدأت بعمليات الاغتيال الفردية لعناصر الجيش الصدامي وعمليات رمي لتدجمعات الجنود ثم بدأت عمليات الخطف والقتل فكان افراد المجموعة يخرجون بسياراتهم ويتصدون للجنود وينقلوهم تحت تهديد السلاح ثم يذهبون بهم الى المزرعة ويتم اعدامهم هناك بعد اخذ اقوالهم واعترافاتهم.
واول جندي عراقي اختطفته المجموعة وقتلته كان في اليوم السابع من الغزو اي بعد مرور خمس ايام على الغزو الصدامي.
 
وفي نفس الفترة كانت ايضا المجموعة تترصد لجنود الطاغيه الذين يقتربون من منازل المواطنين
العزل, في المناطق السكنية وتقوم بقنصهم وقتلهم
مما كان يزيد من خوف باقي الجنود ويمنعهم من ايذاء الاهالي خشية عقاب المجموعة
ثم بدأت المجموعة بعمليات القنص ,,, فكان يختبئ افراد المجموعة بين الزرع ويقتنصون اي جندي يمر ويردوه قتيلا واستمروا في ذلك فترة طويلة لان القوات الغازية لم تكن تدرك بعد افراد المقاومة
 
 
ضرب الأرتال 
 
وكانت كبرى العمليات للمجموعة, في تلك الفترة التي استمرت حتى بدايات شهر اكتوبر, هي ضرب الارتال والتعزيزات العسكرية العراقية المتجهة صوب الحدود الكويتية – السعودية على طريقي الاحمدي السريع والفحيحيل السريع,, فكانت المجموعة تنصب كمائن للقوات الغازية المتحركه صوب الحدود السعوديه-الكويتية
وكانت القيادة تقوم بالتخطيط للعملية مع افراد المجموعة بصورة كاملة.
ثم يقوم احد افراد المجموعة بالخروج بسيارته لاستكشاف المنطقة قبيل العملية بساعتين
واذا كان الوضع جيدا,, تنطلق مجموعة لنصب الكمين على جهة المزارع المطله على شارع الطريق السريع فاذا مر الرتل تقوم المجموعة برميه بالاسلحة الخفيفة ثم تعود الى مواقعها بسرعة حيث لاتتجاوز العملية اكثر من خمس دقائق.
 
وعلى طريق الاحمدي السريع كانت العمليات اكبر بعض الشيء,حيث كانت تخرج سيارة في المقدمة للمراقبة والاستكشاف وتتبعها سيارة اخرى مهمتها تنفي1 العملية وباشارات متبادلة بين سيارة المراقبه وسيارة التنفيذ, كانت الثانية تأخذ مكانها بالقرب من جسر صبحان وبمجرد ان تلمح المجموعة الغنيمة وعادة ماتكون سيارة نقل جنود الكارجو, مملوؤة بالكامل يسرع افراد المجموعة بسياراتهم الى اعلى الجسر ويقومون برمي الكارجو بالقنابل اليدوية ومن ثم تنطلق المجموعة بسياراتها الى مواقعها بسرعه.
 
وعلى هذا النسق سارت عمليات المقاومة العسكرية التي خاضتها مجموعة المسيلة-قوة الكويت
والتي اختارت هذا الاسم لان عملياتها الاولى كانت على خط المسيلة . 
 
الإنتقال الى منطقة القرين
 
وفي نهايات سبتمبر وبدايات اكتوبر اصبحت منطقة المزارع في متناول القوات الغازية حيث بدأو بالدخول اليها والاستقرار في مواقع محصنة فيها , من هنا اصبح البقاء في المنطقة يشكل خطورة كبيرة على افراد المقاومة
وهكذا تقرر الانتقال الى موقع جديد . 
 
وقد اختيرت منطقة القرين وكانت اختيارا موفقا ومدروسا , فالمنطقة جديده وغير معروفة للمخابرات العراقية وكان الاهالي يتواجدون بها بكثافة كما انها منطقة هادئة جدا . 
 
تفخيخ وتفجير
 
وحتى اواخر اكتوبر وبداية نوفمبر تصاعدت حدة عمليات المجموعة بشده في كل مناطق الكويت
فقامت السلطات البعثية بأتخاذ اجراءات قمعية وتعسفية مشدده وذلك للتخفيف من حدة هذه العمليات
 
فبمجرد ان تخرج رصاصه واحده من ( فريج ) حي حتى تقوم السلطات البعثية بقيادة الاستخبارات
باقتحام المنطقة ,, ولاننسى عزيزي القارئ مساعدة الفلسطينين الخونه للقوات الغازية آنذاك ,
وتقوم بتمشيط وتفتيش وعمليات واسعه ضد اهالي عزل من اجل العثور على رجل مسلح 
وتعتقل بموجبها شباب لادخل لهم وتقوم باحراق بيت او بيتين ثم تغادر المنطقة 
 
وفي هذه الظروف العصيبة اصبح من العبث ان تقوم المجموعة الباسلة بنفس عملياتها وان تعتمد على اسلوبها السابق
لان ذلك يعني ضحايا اكثر من الكويتين واضرارا كبيرة للاهالي الصامدين .
ومن هنا اتجهت المجموعة الى اسلوب جديد لتنفيذ العمليات فاعتمدت على خبرات بعض العسكريين المتخصصين بالمتفجرات والعاملين ضمن المجموعة وذلك بتفخيخ السيارات ووضعها في اماكن حساسه للعدو.
 
وعليه فانه يلزم ان تكون هناك عناصر من المجموعه تقوم باعداد المتفجرات وتجهيز السيارات ثم يقوم النقيب عيسى الخياط والملازم اول عباس القلاف بتفخيخ السيارة وتهيئتها لأفراد المجموعة ويقومون بقيادتها ووضعها في المكان المطلوب ومن ابرز تلك العمليات التي نفذتها مجموعة المسيلة في هذا الصدد . 
 
تفجير لسيارتين مفخختين في سوق جليب السوق حيث كان جنود الطاغيه البعثيين من الحرس الجمهوري يقومون ببيع الاغراض المسروقة من الكويتيين . 
 
ايصال سيارتين مفخختين وعلبة حلويات مفخخة الى مقر القيادة العراقيه العليا في الكويت . 
في فندق هلتون في مناسبة راس السنه الميلادية حيث كانت السهرات تحلو لهم فانفجرت السيارتان والعبوة فأوقعت هذه العملية خسائر فادحة بالقياده العليا في الكويت والحزبية العراقية
 
مجموعة جديدة تنضم 
 
شهدت هذه الفترة انضمام مجموعة كاملة في اطار تشكيلات مجموعة القرين,وكانت تسكن مجموعة من مجموعات المقاومة في منطقة القرين القطاع ( أ-1) في بيت جاسم محمد علي , مكونة من مجموعة شباب كويتي وهم : مبارك علي صفر وجمال البناي وسامي سيد هادي العلوي وجاسم محمد علي ومحمد عثمان الشايع وحسين علي غلوم رضا وخالد الكندري وخليل خيرالله البلوشي وصلال سلطان الهزاع وعبدالله مندني
وبسبب وقوع قيادة هذه المجموعة بالاسر اصبحت تتعمل تحت قيادة جاسم محمد علي وكان على علاقة وثيقة بالسيد هادي علوي وكان على علم بنشاطات مجموعة المسيلة, لهذا فإنه اقترح على شباب مجموعته أن ينضموا بالكامل الى مجموعة المسيلة فوافقوا وبدأ الاتصال والتنسيق الكامل والاندماج في اطار مجموعة المسيلة قوة الكويت
وكانت هذه المجموعة متفاهمة الى اقصى درجه ولم تكن قد احتكت كثيرا بالمجموعة الام
وكان الشهيدين مبارك علي صفر وجاسم محمد علي يمثلان قنوات الاتصال والتنسيق مع قائد مجموعة السيلة وكانت نشاطاتها في تلك الفترة في اطار مجموعة المسيلة وبنفس اسلوبها وتكتيكها

العمليات المدنية 
 
واستمر العمل في هذا الاتجاه حتى اوائل شهر يناير حيث خرج أغلب الكويتيون من الكويت هربا من بطش الصداميين. فأصبح الكثير من المنازل مهجورة, وبدأ الغزاة بأحتلالها والاقامة فيها واما كل منزل يحتلونه كانوا يقيمون نقطة تفتيش – سيطرة – لتأمين موقعهم. وانتشرت هذه النقاط بكثافه في الكويت مما زاد صعوبة حركة المقاومة في التنقل وحرية نقل السلاح واصبحت العمليات اكثر خطورة وبالتالي استحالة القيام بعمليات مسلحة دون المخاطرة بخسائر وضحايا افراد المجموعة
فلم يكن خيار امام المجموعة سوى ايقاف العمليات المسلحة والتوجه للعمليات المدنيه من خلال خدمة الناس وتأمين حوائجهم
 
من هنا قررت القيادة تخزين الاسلحة وتوزع افرادها لأداء دورهم في المقاومة المدنيه, فقد استلم الشهيد الملازم اول عامر العنزي والملازم اول مشعل الطيري والملازم اول جمال الابراهيممخبزا في حولي وادار محمد يوسف كريم مخبزا في منطقة الرقه وكان هؤلاء يعدون الخبز ويوصلونه لأهالي المناطق القريبة بمساعدة بعض افراد المجموعة
 
اما الشهيدان مبارك علي صفر ومحمد جاسم علي بمساعدة الشهيد ابراهيم صفر فقاموا بتويصل المياه وذلك عن طريق – التنكر – سيارة الماء حيث كانو يملأونه بالماء العذب وبمساعدة باقي اعضاء المجموعة يقومون بتوصيله الى الاهالي المحتاجين للماء. ولاريب في ان هذا العمل كان مرهقا جدا ومتعبا فقد كانو يخرجون من الساعه السادسه صباحا ولايعودون الا في الساعه الحاديه عشر مساءا ولازالت صورة هؤلاء الابطال في ذاكرة ومخيلة الاهالي التي تم مساعدتهم من قبل هؤلاء الشهداء
 
وليس من شك في ان افراد مجموعة المسيلة وفي مقدمتهم شهداء المجموعة الابرار كانوا ابطالا في مقاومتهم المدنية كما كانوا اسودا في مقاومتهم المسلحة 
 
انه نكران للذات والتضحية والفداء التي غلبت على سلوكيات رجال المقاومة من شباب الكويت الاوفياء وشهدائها الابرار 
 
الله اكبر الله اكبر .. ارعبتهم .. 
 
اتفق اهالي الكويت في الداخل فيما بينهم بواسطة المنشورات التي كانت في توزع بسرية تامة وعن طريق الاتصالات الهاتفية ان يقوموا بالتكبير من فوق أسطح المنازل في وقت واحد وحددوا لذلك ساعة معينة هي منتصف ليل يوم السبت الموافق 11-8-1990
وفي الوقت المحدد انطلقت حناجر النساء والاطفال والرجال مرددين : الله اكبر الله اكبر …الله  الوطن  الامير
 
وقد استمر هذا التكبير لمدة نصف ساعه تقريبا مما ادخل الرعب في قلوب البعثيين الذين كانوا يقفون في نقاط التفتيش المنتشرة في شوارع الكويت حتى ان معظم الجنود استفسروا عن سبب هذا التكبير من المواطنين في اليوم التالي وعن السر وراء هذا التنظيم الدقيق .؟؟
وما ان جاء الموعد الثاني والاخير للتكبير الذي حدد له في منتصف ليل يوم السبت 
الموافق 1 – 9 – 1990
 
وانطلقت الحناجر بالتكبير والتهليل حتى تفجر الخوف من جنبات البعثيين الجبناء فأخذوا يطلقون الطلقات النارية وقذائف البازوكا والقذائف الصوتية وبشكل عشوائي على اسطح المنازل وفي كل اتجاه بغرض ارهاب المواطنين واسكاتهم.. نعم انها ديانة صدام القذر يريد اسكات الحناجر التي تنطق بأسم رب العالمين 
 
بدايات غير متوقعة 
 
كانت الساعه تشير الى السادسة والنصف صباحا حينما أحضر بدر العيدان طعام الإفطار وقد أعده للمجموعة.
وأخذ محمد يوسف يوزع الشاي على الشباب, والكل في نشوة الفرح والسعادة يتغامزون فيما بينهم عن المعارك الاخيرة والتي سيخضونها لتحرير تراب هذا الوطن المعطاء . 
 
وكأنهم يعلمون بشهادتهم
 
ولم يكن ببال أحد منهم ان المنازلة الكبرى ستكون في موقعم هذا وان سهر الليل سيتواصل حتى مساء اليوم التالي 
وفي السابعه والنصف صباحا طلب القائد هادي مرافقا ليذهب الى البيت الخلفي وهو بيت نايف عبيد الاحمد, وهو من اعضاء المجموعة وكان لديه مفتاح سيارة موجودة في مقر المجموعة وبها السلاح, فخرج ابو سامي القائد ومحمد يوسف وحرس بدر السويدان وحازم جابر مدخل البيت واثناء وقوف القائد امام بيت نايف وهم يكلمون والدته .مرت سيارة شفروليت بيضاء تابعة للاستخبارات العفنه القذرة , فلمحها حراس البيت وابلغا القائد بذلك فأختبأ مع محمد يوسف تحاشيا لهم ثم اختفت السيارة البيضاء وبعد قليل عادت للظهور مرة اخرى فأبلغ القائد مرة اخرى فأرسل محمد يوسف لكي يبلغ بدوره المجموعة بالحذر والاستعداد لأي مواجهة .
ثم عاد القائد الى مقر القيادة حيث إجتمع بأفراد المقاومة كما وعاد حازم جابر وظل بدر السويدان في الخارج حيث لجأ الى احد البيوت المجاورة . 
 
توقفت سيارة الاستخبارات عند بيت بدر العيدان وكان فيها اثنان من الكلاب البعثيين فنزل احدهم واخذ يطرق الباب وهموا بالقفز الى داخل البيت كما اعتادوا وذلك لجمع اكبر عدد ممكن من شباب الكويت حتى ومن داخل البيوت واذا لم يجدوا احدا سرقوا ماتقع عليهم اعينهم , وفي هذه الاثناء توقف باص صغير خلف سيارة الاستخبارات ونزل منه سبعة جنود من الحرس الجمهوري مدججين بالعتاد الكامل وبدأوا بالانتشار حول المنزل وبهذا اصبح الموقف حرجا ولم يعد امام الابطال سوى المواجهة .
 
 
رصاصة بدء المعركة 
 
كان القائد ابو سامي ومحمد يوسف يقفان في الردهة الامامية من الطابق الثاني لمقر القيادة وكانا يراقبان الموقف بدقة وعندما تطور الموقف الى هذا الحد قال القائد الشهيد :لا اريد احدا يؤسر وهذا يومكم ياشباب .. وسحب اقسام سلاحه الرشيش ليرمي رجل الاستخبارات الواقف بجانب سيارته الا انه استعصى عليه فرماه بالارض .
وقال كما سمعتها من ابنه :

 هذي المرة الثانيه الي يخونني فيها السلاح 
 
ثم اشار الى محمد يوسف ليتدبر الموقف,فقام برمي الكلب الاستخباراتي وارداه قتيلا في الحال وكانت هذه الطلقة التي آذنت ببدء المعركة الضارية التي استمرت حتى المساء
 
عندما بدات المعركة كان مجموع افراد المقاومة المتبقين في المنزلين 19 فردا وبعد بدء المعركة بقليل فقد اثنان من افراد المقاومة ولم يعودا للمجموعة ,وبقي 17 فردا صمدوا حتى نهاية المعركة الشرسه .
وهم 

سيد هادي العلوي 

الملازم اول عامر العنزي

النقيب يوسف خضير

مبارك علي صفر

ابراهيم علي صفر

بدر ناصر العيدان

جاسم محمد علي

حسين علي غلوم رضا

خالد احمد عباس الكندري

خليل خير الله البلوشي

عبدالله عبدالنبي مندني

محمد عثمان الشايع

سامي سيد هادي العلوي

جمال البناي

محمد يوسف كريم

حازم جابر

طلال سلطان الهزاع
 
وكان المفروض ان يلتحق بالمجموعة 12 عشر عنصرا  .. الا ان اسر حامد العلوي اخو القائد الذي كان عليه ايصالهم لمقر المجموعة واستحالة تنقل الشباب في تلك الفترة .أعاق وصولهم في الوقت المناسب حيث ان القوات البعثية كانت تعتقل كل شاب كويتي يقعد يدها عليه
 
جريحان في الدقائق الاولى 
 
امر القائد الشباب بالانتشار في المنازل المجاورة حتى تسهل عليهم الحركة فانتقلت مجموعة من الشباب ال ىبيت بدر العيدان ومنها بدأت محاولة التسلل الى البيوت المجاورة فخرج مبارك علي صفر وجاسم علي محمد من الباب الجانبي لمنزل الشهيد بدر, وفي هذه الاثناء بادرهم الجنود بوابل من الرصاص اصيب على اثرها مبارك وعاد الى حيث كان ثم اصيب جاسم فزحف حتى وصل مقر القيادة وكانت هذه اول الاصابات , حيث اصيب مبارك بطلقة خرقت خاصرته وخرجت من ظهره , واصيب جاسم برصاصه في فخذه كسرت العظم فأصبحا لايقدران على الحركة والدم ينزف منهما بغزارة وهنا قام الشهيد بدر العيدان بمعالجة مبارك في قام النقيب يوسف خضير باسعاف جاسم .
ثم بدأت المجموعتان بالانتشار في المنزلين المجاورين منزل العجمي حيث تحصن عامر في الردهة المواجهة للمنزل ومحمد الشايع عسكر في الغرفة الخلفيه للصاله واستلم محمد يوسف الغرفه المجاورة للصاله وفي الغرفه التي خلفها استقر سامي سيد هادي علوي والنقيب يوسف . 
واما القائد فكان يتجول بين المجموعة يحاول ان ينسق عمل المجموعة كلها ويلبي احتياجات الشباب من الماء والعتاد وخلافه.
وفي المنزل الثاني كان بدر العيدان في الدور الارضي يقوم على عياده الشهيد مبارك وفي نفس الوقت ينسق مع القيادة في المنزل الاخر اما بقية العناصر فكانو موزعين في ارجاء المنزل . 
 
علم الكويت خفاقا في سماء المعركة
 
ومن جهة ثانية بدأت تعزيزات البعثيين تصل الى الموقع وبدأت هذه التجمعات تكثف زخات الرصاص , وكان افراد المجموعة يردون عليها بالأسلحة الخفيفه.
وشاهد محمد يوسف من خلال منظاره عشرات الجنود يخرجون من منزل مجاور كانت القوات العراقيه قد احتلته ويتوجهون الى الموقع ليحيطون به.
فأخبر القائد بما شاهد. عندها علم السيد هادي العلوي انه لامفر من المواجهة العنيفة فقال مخاطبا أفراد المجموعة:
 
اليوم يومكم فالذي يريد الشهادة فهذا يومه والذي يريد ان ينسحب فليتوكل على الله
فاجابه الشباب اننا جميعا طالبي شهادة 
فقال اذن ارفعوا العلم الكويتي لنموت تحت لواء علم الكويت
كلمة عظيمه هزتني عندما سمعتها من ابن الشهيد 
انه البيان الاول الذي اعلنه القائد بأسم افراد المجموعة الباسلة وكانت النفوس كلها تتطلع لنيل الشهادة في سبيل الله والتضحية ليبقى علم الكويت خفاقا
 
الله اكبر .. الله اكبر
 
وكانت الساعه وقتئذ تشير الى العاشرة والنصف صباحا حينما صعد الملازم اول عامر العنزي والنقيب يوسف خضير الى سطح المنزل لرفع العلم الكويتي وبصورة لاشعورية بدأت صرخات 
الله اكبر الله اكبر الله اكبر تنطلق من محمد يوسف تأكيدا لبيعة الوفاء والشهادة التي اعلنها القائد ونفذها الابطال من افراد المجموعة
 
فكسرت هذه الصرخات الصمت المطبق الذي يكتنف المنطقة غير صوت رشقات الرصاص وانتبه العتاة البعثيين لعنة الله عليهم الى العلم الكويتي الذي بدأ يخفق في السماء فأخذوا برشقه بالرصاص ليؤكدوا حقدهم البغيض لهذا الشعب المسالم المقاوم من اجل وطنه وحرية شعبه الاحرار,, ويؤكدوا أيضا حقدهم لكل مايرمز الى هذا الوطن الكريم الذي من خيره تعيش بلدان كثيره ,, انها الكويت التي استشهد من اجلها خيرة رجالها حيث أبوا أن يموتوا ضعفاء اذلاء من اجل غزو حاقد 
 
ولم يكن هناك أدنى تفكير في الاستسلام ولم تفل الحشود البعثية من عزائم الابطال بل استمر الصمود واستمرت المواجهة بالمثل وحيث لم تجدي كل هذه الحشود ولم تنفع الاسلحة الخفيفة في القضاء على المقاومة فجرب المعتدون القنص بواسطة قناصين اثنين احدهما كان يواجه النقيب يوسف خضير وسيد سامي والاخر يواجه محمد يوسف وكان تركيز القناصان على التصويب داخل المنز لحرق مابه من محتويات ونجح البعثيان الاحمقان بما كانا يرميان اليه حيث اخترقت الرصاصات غرفة يوسف وسامي واخذت النار تشتعل بالفراش وفي اثناء انشغالهم في اطفائها انفجرت قذيفه ناريه( جمرة مقذوفه )
واصابت وجه سامي العلوي في انفه فلحق به والده الشهيد سيد هادي وضربه على خده يمنة ويسرى فسقطت الجمرة من انفه واستعاد سامي حيويته ونشاطه واكمل المقاومة ضد هؤلاء الحاقدين 
 
انه قلب الاب .. فهذا القائد نعم المثال في هذا المشهد فأبنه كاد ان يموت ولكنه عاجله ضربه فعالجه وتركه في الميدان 
 
واصابت ايضا طلقة عراقيه فم محمد الشايع وقطعت جزءا منه فأصبحت معلقة في فكه فقام بلف غترة على رأسه وفمه وعالج نفسه بنفسه واستمر في مقاومته وكان شيئا لم يكن 
 
فبدأ الشباب ينادونه الا انه كان قد فارق الحياة واسلم روحه الطاهرة بارئها فكان الشهيد الثاني في المجموعة وبعد نصف ساعه تقريبا من استشهاد القائد جائت قذيفه اصابت المخزن في الدور الثاني حيث كان يتمركز فيها النقيب يوسف خضير فسقط مضرجا بدمائه شهيدا وشاهدا على جرم الجلاوزة والمحتلون الغزاة 
بعدها صعد حازم الى المخزن العلوي وابلغ محمد يوسف بأن الشباب لم يعد يصدر منهم اي صوت وان الدبابات تدك البيت باستمرار
واستمر الوضع على هذا المنوال حتى الخامسه والنصف عصرا حينما توقفت الدبابات عن قذف حممها استعدادا للاقتحام
عندها اخذ جمال البناي ابن القائد سامي ومعه طلال الهزاع وقفزوا الى منزل العجمي وشاهدوا هناك جاسم على حاله فطلب الماء فناوله جمال الماء وعزم الخروج من هذا المنزل الى منزل اخر فقال الشهيد جاسم اعطوني سلاحكم لكي احميكم ولانموت جميعا او يؤسر احدنا . 
فقال له جمال :  لاحاجة لنا بذلك سنقوم بالواجب . 
ولكن محاولتهم بائت بالفشل في القفز فارادو الرجوع الى منزل العيدان فلم يستطيعوا بسبب كثافه القصف فخرج طلال الهزاع مسرعا باتجاه المنزل الخلفي ونجح بأعجوبة من النفوذ بين رصاص الاعداء اما جمال وسامي فقررا الصعود الى المخزن العلوي في منزل العجمي بعد ان فقدوا الوسيلة.
 
في هذه الاثناء بدأت القوات الغاصبة باقتحام منزل العجمي فدخلوا عليه وسحبوا جاسم بوحشية ثم فتشوا المنزل واقتربوا من المخزن وارادوا فتحها لانهم كانوا يشكون دائما فيها ولكن الشهيد ابراهيم صفر لمحهم من المنزل المجاور فأطلق النار عليهم مما جعلهم يعتقدون بأنه لايوجد احد في هذا المنزل وان الجميع في المنزل الاخر وانقذ الله تعالى جمال البناي وسيد سامي ثم تم اقتحام منزل الشهيد بدر العيدان في الساعه الساسده تقريبا واسر ثمانية من 
 
 
افراد المجموعه وهم 
 
مبارك وابراهيم صفر وعبدالله مندني ومحمد الشايع وحسين علي رضا وخالد الكندري وخليل البلوشي وبدر العيدان ونجى محمد يوسف وحازم اللذان كانا يختبئان في المخزن العلوي وكتب الله لهم الحياة ليرووا تفاصيل هذه المعركه الخالده مع سيد سامي وجمال البناي
 
عندما اقتحمت القوات العراقيه منزل العجمي واثاء تفتيشهم قبل ان يطلق ابراهيم صفر النار
كان احد الجنود قد فتح المخزن حيث قال سيد سامي انه كان يشاهدنا وكأنه لم يرانا وكان جمال البناي مجروح ويون من الالم وكنت اقرئ آية الكرسي وآية وجعلنا من بينهم سدا ومن خلفهم سدا
فكانت عناية الله انه لم يشاهدنا وقد كنا امامه بالضبط حيث قال للضابط : سيدي تريد ارمي الرمانه فيها . فرد عليه الضابط : لا عندنا وليمه الليله ويقصد جاسم الذي أسر
وكان من المفترض ان يقوم افراد المجموعه بتفجير 3 قنابل يدوية بنفسهم اذا ماجدوا انفسهم اصبحوا في الاسر حتى لايعترف احد منهم على باقي المجموعه الا ان القنابل لم تنفجر ولعلها حكمة الله حيث شاء ان يستشهدوا على ايدي الظالمين
 
وفي اليوم التالي جاؤوا بالاسرى التسعه بعد تعذيب شديد وتمثيل في جثثهم من جلاوزة البعث وتفنن الذي علمهم اياهم قائدهم وربهم صدام الخبيث وتم اعدامهم على تلة ترابيه قريبة من موقع المعركة كانت ارواحهم الطاهر قد صعدت تزف الى جنان الخلد ايذانا بقرب فجر التحرير ولم تكن الا ساعات وتهل نسمات الحرية وينهزم المعتدي مندحرا ذليلا
وتبقى دماء شهداء الكويت الابرار شاهدة على جريمة العصر التي ارتكبها طاغية بغداد وشاهده على إباء وصلابة أبناء الكويت
 
اول طلقة اطلقت في المعركه من محمد يوسف في الساعه 8 من صباح 24 فبراير
 
 
 
رفع العلم الكويتي في الساعه 10,30 صباح 24 فبراير وكان اول علم يرفع قبل التحرير
 
 
عامر فرج العنزي أول شهيد في المجموعه وقد استشهد بقذيفة آر بي جي في الساعه 11,30 ظهر 24 فبراير
 

كانت آخر اماني الشهيد جاسم محمد علي قبل استشهاده رؤية ابنائه . وقد انجبت زوجته توأمين ولد وبنت بعد استشهاده بيوم واحد فقط
الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك