سوق المباركية .. غير.. يكتب عبد المحسن جمال

زاوية الكتاب

كتب 457 مشاهدات 0

عبد المحسن جمال

القبس

سوق المباركية .. غير

عبد المحسن جمال

 

في كل دول الدنيا، صغيرها وكبيرها، هناك أماكن تراثية خاصة، يهتم بها شعبها، ويزورها الآخرون من كل مكان حين يزورون هذه الدولة.. والكويت ليست استثناء من هذه الميزة التي تتمتع بها كل الدول.

منذ القديم كانت هناك مواقع معيّنة في الكويت تجتذب القادمين إليها من تجار وسياح وزائرين، بالإضافة إلى أهل الديرة نفسها.

في البدء كانت ساحة الصفاة هي نقطة تجمع البضائع التي يأتي بها الجميع ليتبادلوها في ما بينهم، ونقطة التقاء أهل البادية بأهل الديرة، فيشترون ويبيعون، ويتبادلون الأحاديث والأخبار.

ثم أصبح الشارع الجديد مكانا متطورا، يعرض التجار فيه بضائعهم، وامتدادا لشارع «الغربللي» وسوق «ابن دعيج»، وهذه مناطق مهمة، كأسواق شعبية مميزة وبنكهة كويتية راقية.

ثم انتقل الاهتمام إلى شارع الجهراء، حيث افتتحت المحال التجارية الجديدة، وتم عرض البضائع المتنوعة.. ودارت الأيام لتصبح سوق السالمية مزارا تجاريا مهما لكل من يطلب الجديد.

اليوم من الأماكن المهمة للسياحة الكويتية الشعبية وبامتياز العبق الكويتي منطقة أسواق ومطاعم المباركية التي تتمتع بنكهة الماضي الجميل، وتراث القديم المتداخل مع تطورات الحاضر وتنوع المحال والمطاعم الشعبية ذات الأسعار المناسبة للطبقة الشعبية المتوسطة، التي ترتاد المنطقة ليلا ونهارا، حتى أصبحت مكانا يرتاده أهل الديرة وزوّارها من مختلف الجنسيات.

وما حدث أخيرا من محاولة البعض رفع أسعار المحال في منطقة المباركية كان ـــ كما يقال ـــ «رُبّ ضارة نافعة». فهذه الضجة التي أخمدها سمو رئيس الوزراء بقراره الصائب بإيقاف زيادة الأسعار سلّطت الأضواء من جديد على هذه المنطقة التراثية ذات الطابع التجاري، لتضفي عليها أهمية إضافية، ستجعل الناس يرتادونها بكثافة أكبر، لكونها إحدى المناطق الجاذبة للمواطنين والمقيمين والسياح من كل مكان، متمنين أن يزداد اعتناء المسؤولين بها، لكونها جزءاً من قلب العاصمة النابض، خاصة في المساء، حيث يستمتع الرواد هناك بتمازج عبق الماضي بتقدم الحاضر، وهي دائما مجمع العوائل بأسعارها المعتدلة، وخدماتها الشعبية المميزة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك