الإشكالية التي نعانيها في تعليمنا هي النمطية المصرية التي أخذت كما كانت من دون تعديل أو مواءمة للبيئة والثقافة..برأي محمد السداني

زاوية الكتاب

كتب 480 مشاهدات 0

محمد السداني

الراي

سدانيات- يا المصري...!

محمد السداني

 

بمشاركة هاتفية لإحدى قنوات الإذاعة الخاصة، كنت أتحدث عن سبب تخلف التعليم في دولة الكويت، فقلت، إنّنا نعاني فوضى منظمة في العملية التعليمية، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون الفوضى بهذا الترتيب في النتائج المرجوة منها، فالدولة للأسف لا تعرف لماذا أنشأت النظام التعليمي في الكويت! ولا تملك رؤية ولا هدفا للتعليم، مما حدا بالنظام التعليمي إلى الهاوية والانحدار، ونشَّط سوق التعليم المعلب أو ما يسمى الدروس الخصوصية، وأدخل التجار على خط التعليم بإنشائهم فنادق سبعة نجوم تسمى مدارس خاصة.

إنَّ الإشكالية التي نعانيها في تعليمنا، هي النمطية المصرية التي أخذت كما كانت من دون تعديل أو مواءمة للبيئة والثقافة، وليتنا حصلنا بعد هذا النسخ على النتائج المصرية، ولكنَّنا حصلنا على مخرجات اتكالية لا تريد أنْ تعمل أو تساهم في نهضة فعلية للكويت في شتى المجالات بعيدا عن المكاتب الفخمة والمكيفات الباردة والسلطة الخادعة.

أقسم أنني لو سألت من وضع هيكل النظام التعليمي في الكويت؟ ما الهدف من المدارس ذات الأماكن المفتوحة ونحن بلد يعيش عاصفة غبارية على مدار العام؟ ولماذا نقيم طابورا للصباح؟ ولماذا يلبس الطلاب زيا موحدا؟ فلن يعرف للإجابة سبيلا.

والأمر الأكثر ألماً، أنَّنا نعرف جيدا أنَّ الخلل ليس في جنسية المعلم أو في المناهج - مع عدم تطابق مسمى مناهج مع ما نملكه في وزارة التربية - ولكنَّ الخلل الأكبر في شقين، الأول: هو الدافعية حيث إنَّنا نعيش حياة اتكالية رعوية لا قيمة لها للعمل أو الشهادة الدراسية، فالكل يعتقد أنَّه يأخذ نصيبه من النفط في هذا البلد، فالطالب يصل إلى مراحل التعليم وهو يملك كل شيء من متطلبات الحياة إلا ما ندر، فلماذا يتعلم ونحن نعلم أنَّ الحاجة أم الاختراع وأم الدوافع.

والشق الآخر المنبثق من الأول: هو أنَّ الترقي والصعود في سلم الحكومة لا يعتمد كفاءة ولا يعتمد تعليماً، ولكنَّه يعتمد على قربك أو بعدك من السلطة، وهذا ما وجدت السلطة فيه مخرجا فلجأت إلى - دكترة أحبائها بشهادات كرتونية - ملأت بها الكثير من أجهزة الدولة، ولا تستطيع مع كل التهديدات التي واجهتها أن تكشف عن أصحابها لأنَّهم من يطبلون للسلطة صباح مساء.

خارج النص:

انتشر فيديو أخيرا عن مدارس الموهوبين والتي أنشئت لكي تضم صفوة الطلبة في الكويت، لكي يتأهلوا لأرقى الجامعات العالمية، كما جاء في الدعاية التي رسمتها الجهة المسؤولة عن المدارس. ولكنَّ المضحك في الأمر بعد عودة الموهوبين من الجامعات الراقية، يا تُرى هل ستكون الأماكن التي تنتظرهم راقية كجامعاتهم التي درسوا فيها؟ وما اختلاف هذه المدارس عن مدارس الحكومة التي ضمَّت دارسين في أرقى الجامعات العالمية؟ لا أشكك في هذه المدارس الحديثة ولكنَّي أؤمن بأن التعليم رؤية دولة وليس اجتهاد مؤسسة أو أفراد.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك