من يرسم المستقبل العربي؟.. يتسائل عبد المحسن جمال

زاوية الكتاب

كتب 378 مشاهدات 0

عبد المحسن جمال

القبس

رأي وموقف-من يرسم المستقبل العربي؟

عبد المحسن جمال

 

منذ ما يسمى «الربيع العربي» والتدخلات الأجنبية على أوجها في أغلب الدول العربية.

فالحروب العربية ــــ العربية، وقودها الشباب العربي والأموال العربية، وعصبها السلاح الأجنبي، ومن يحدد بدءها وانتهاءها ومسار عملياتها التصريحات الأجنبية التي نسمع منها الشيء العجاب!

فالعرب يتصارعون في بلادهم، وعلى أرضهم، ولكنهم يجتمعون في بلاد الغرب ليجدوا حلا لهم ولصراعهم من خلال حلول أجنبية تبدأ من الأمم المتحدة، وتنتهي إلى الدول الكبرى التي اقتسمت الدول العربية، فكل اقتطع لنفسه جزءاً.

فــ «داعش» التي أولدها «الغرب»، كما صرح بذلك الرئيس ترامب أثناء حملته الانتخابية التي أوصلته إلى الرئاسة، أصبحت هي «النافذة» التي يدخلون بها إلى البلاد العربية!

وحرب تحرير مدينة الرقة السورية من «الدواعش» يبشرنا بها الأجانب من كل حدب وصوب، ولا يرفضون أن يكون وقودها «الشباب العربي»!

فوزير الخارجية الفرنسي ينبئنا بأن «التحرير» سيكون خلال أيام! والأتراك يبشروننا بأنهم سيشتركون في عملية التحرير، بينما يصرح الأميركان بأنهم قد أرسلوا خبراءهم لرسم خطط التحرير!

وفي نفس الوقت، فإن الحوار الروسي ــــ الأميركي يتواصل بعيدا عن الحضور العربي، بعد أن اختفت الجامعة العربية منذ البدء، وسلّمت ملفات الصراعات العربية إلى الأمم المتحدة «مجتمعة»، وبعد أن تقاسمتها الدول الكبرى «منفردة»!

ومع أننا في الكويت نقول في الأمثال الشعبية «ما يحك ظهيرك إلا ظفيرك»، فإن الواقع العربي يقول غير ذلك!

وإن استمرت الصراعات العربية بهذه الطريقة، واستمرت التدخلات الأجنبية بهذا الوضوح، فإن الحقوق العربية ستضيع بين أطماع الأجانب وضعف أهل الدار.

المطلوب أن نجتمع كعرب من جديد تحت مظلة عربية جامعة ووفق رؤية مستقبلية واضحة لرسم مستقبل يأخذ بعين الاعتبار «هامش» الاختلافات المقبولة، «وطبيعة» الآراء المتباينة، لنرسم حلولا عربية، وفهما عربيا للاحداث، فبلادنا لا ينقصها الحكماء، وحكماؤنا لا ينقصهم الحلول، وحلولهم لا تنقصها إمكانية التطبيق.

علينا أن نثق بأنفسنا وقدراتنا ونتعاون لإيجاد حلول عربية، بعيدا عن التدخّلات الأجنبية التي ستزيد الأزمات توترا، ولن ترسم مستقبلا إلا وفق مصالحهم هم، وليس وفقاً للمصالح العربية.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك