خسارة مليار دينار في سنة واحدة من المال العام أمر يتطلب الوقوف عنده ومراجعة أسبابه؟.. يطالب محمد المطني

زاوية الكتاب

كتب 600 مشاهدات 0

محمد المطني

النهار

نقش- مؤسسات خدمية أم استثمارية؟

محمد المطني

 

لا تحتاج أن تكون اقتصادياً ولا ملماً في الاستثمار والسوق لتستغرب من انخفاض عوائد الاستثمار في التأمينات الاجتماعية من مليار دينار الى 21 مليونا، فخبر مثل هذا ومبلغ مثل هذا من المفترض أن يكون حديث واهتمام السياسيين وهدفهم القادم ولو كنا في غير المكان لشكلت لجان التحقيق ونصبت المشانق السياسية للمسؤولين عما حدث.

لكننا في الكويت عزيزي القارئ  وللكويت قوانين خاصة غير التي يعرفها العالم للتعامل مع مثل هذه الأحداث قوانين تنص على ترك المشاكل تكبر وتكبر حتى تقطع علينا الطريق والتنفس فنضطر عندها للتعامل ومحاولة حلحلة المشاكل لعل وعسى وفي أغلب الأحيان نفشل في الحلول لكلفتها العالية وتأخرنا.

خسارة مليار دينار في سنة واحدة من المال العام أمر يتطلب الوقوف عنده كثيراً ومراجعة أسبابه؟ وأسبابه واضحة لمن يريد وموجودة في تقارير ديوان المحاسبة الدورية التي تسجل كل ما يحدث وترصد ملاحظاتها وانتقاداتها رغم الصمم الحكومي.

مؤسسات حكومية تستثمر مليارات الدنانير في السوق وتضارب دون ادارة استثمارية حقيقية ومتخصصة، يقررون ما يريدون ثم نفاجأ بمثل هذه الخسارات والمصائب فنتكلف عناء تحريك ونشر المشكلة لعلها تدفع الحكومة لاتخاذ موقف والذي دائما ما يكون اقالة المسؤول وتعيين مثله لتبقى طريقة ادارة العمل مثلما كانت بمشاكلها واخطائها.

ما يحدث للتأمينات الاجتماعية وغيرها من المؤسسات التي تستثمر وتملك صناديق استثمارية أمر يجب تنظيمه أكثر ونقله لادارة اقتصادية متخصصة متفرغة تعرف ماذا تفعل وتعرف ادارة مخاطر الاستثمار ودراستها.

لا أعلم سبب عدم رغبة الحكومة بالتدخل لايقاف نهر الهدر الذي نشاهده في كل مؤسسة حكومية تستثمر أموالها في عمليات استثمارية حتى تحولت من مؤسسات تقدم الخدمات للشعب الى قوى استثمارية ضاربة تدخل الأسواق وتضارب هنا وهناك وكأن الهدف الرئيس من انشائها هو الاستثمار لا خدمة الناس في مجال معين؟

وبعد كل هذه المشاكل نقول : ألم يكن من الأولى أن يعهد بهذه الوظيفة الاستثمارية الى ادارة علمية متخصصة ومتفرغة تتسلم هذه الأموال لتقوم بهذا الدور مثل هيئة الاستثمار على أن تتفرغ المؤسسات الحكومية للقيام بدورها الرئيس وكفى الله المؤمنين شر القتال؟ تفاءلوا.

 

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك