هل من روح القانون يحبس شاب من فئة البدون تهمته الكسب الحلال ؟.. يتسائل ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 608 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- أطفال على الرصيف

ناصر المطيري

 

لا شيء يجسد صدق المعاناة وحجم المأساة أكثر من بؤس نراه على وجه شاحب لطفل تلفحه شمس الصيف ويرتجف من برد الشتاء، يبيع بضاعته بثمن بخس على قارعة الطريق متوسداً رصيف القهر والحرمان.. مهما كتبنا فإن الواقع يفوق القلم والألم.. إنهم أطفال «البدون» ورثة الهم والغربة في وطن الأحلام الضائعة.. يعيشون بين ظهرانينا ولا نسمح لهم بمشاركتنا في رغيف الرزق الحلال، هؤلاء الصغار الفقراء الذين يبيعون أحلامهم على الرصيف تطاردهم مؤسسات الدولة  للحفاظ على الشكل الحضاري للبلد من أن تشوهه هذه الوجوه الشاحبة البريئة، ولكي لا يزعج منظرهم السادة الكبار باعة الأغذية الفاسدة وتجار المخدرات.

العتب المر نوجهه لضمير العدالة رجال القضاء ملاذ المعذبين في الأرض فنقول: هل من روح القانون والانصاف أن يتم اصدار حكم بحبس شاب أو حدث من فئة البدون تهمته الكسب الحلال في ظروف شاقة لا تخفى على أحد؟ فتطبيق حرفية النصوص القانونية أحيانا، يجافي قيم العدالة والحق، ما لم تصحبه نظرة واعية تستشعر الظرف والمعاناة وسن المتهم وطبيعة الجرم المنسوب إليه، والا تحول العدل جورا ولا نأمن بعدها على بلدنا نقمة أو حوبة أو دعوة من مظلوم.

في عام الرمادة في عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب عندما جف الضرع والزرع وحلت المجاعة بالناس رفع عمر -رضي الله عنه- مؤقتا تطبيق حد السرقة لمن يسرق ليسد رمق جوعه مراعاة لواقع الحال، أليس حقا علينا أن نستلهم من ذلك العبرة ونتعامل مع هذه الفئة بروح انسانية وألا نغلق في وجوههم أبواب الرزق في بلد الخير والإنسانية.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك