العطاء و السعاده - يكتب عبد العزيز الدويسان

زاوية الكتاب

كتب 641 مشاهدات 0


أحد المليارديرات يمتلك ثروة تقدر بحوالي خمسمئة مليون دولار ، ويقول عن حياته إنها مرت بأربع مراحل : الأولى مرحلة الأشياء المادية فأمتلك الكثير من السيارات و الطائرات والقوارب ومع ذلك لم يشعر بالسعادة ، فانتقل إلى مرحلة أفضل الأشياء أفضل طائرة أفضل سيارة أفضل منزل ومع ذلك لم يشعر بالسعادة ، فقال : هناك شيء خطأ ، ثم امتلك فريق لكرة القدم ربما يجعله سعيد وأيضا لا جديد ، فانتقل إلى المرحلة الرابعة في حياته بالصدفة حيث طلب منه أحد أصدقائه أن يأتي معه لتوزيع كراسي متحركة على الأطفال الذين فقدوا أرجلهم بسبب الحروب ، فكان يساعد الأطفال في الجلوس على الكراسي المتحركة الخاصة بهم ، وفي أحد المرات عندما كان يساعد أحد الأطفال في الجلوس على الكرسي المتحرك الخاص به وما أن استدار حتى وجد الصبي متعلق برجله وقال للملياردير لا تقادر الآن أريد أن احفظ وجهك على مساعدتك فقال الملياردير: هذه المرة الأولى في حياتي التي شعرت فيها بالسعادة الخالصة فالرسالة الموجهة السعادة تنبع من العطاء .

فالعطاء لا يكون مقصورا على المال ، خدمة تقدمها للغير ، عطاء بالعلم ، عطاء بالمعرفة ، عطاء بالتضحية ، عطاء بالخدمة ، العطاء كلمة واحدة فيها نهر جارف من الأعمال ، حسن التعامل عطاء ، العفو عن الغير عطاء ، فلا تختصرها في بعد واحد .

الاسلام دين الرحمة والمعاملات الانسانية والحث على العطاء والسخاء قال تعالى {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ٨ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان:8- 9] ، ولو كانت مجرد ابتسامة، قال صلى الله عليه وسلم 'تبسمك في وجه أخيك صدقة' وقال عليه أفضل الصلاة والسلام ' من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومَنْ فَرَّج عن مسلم كُرْبة فَرَّجَ الله عنه بها كُرْبَة من كُرَبِ يوم القيامة ، وَمَن سَتَر مسلمًا ستره الله يوم القيامة ' ، هذا هو الدين الاسلامي عطاء بلا حدود ولأبعد مدى بعيد عن الأنانية وحب الذات .

كن معطاء بيدك بقلبك بلسانك بتعاملك بأخلاقك وأغدق على من حولك ، فصاحب العطاء لا ينسى وسيعود لك بصورة أجمل .

 

 

 

 

الآن - عبد العزيز الدويسان

تعليقات

اكتب تعليقك