9000 فتاة... يجهلهن الإعلام وأكثر الناس!.. يكتب محمد العوضي

زاوية الكتاب

كتب 668 مشاهدات 0

محمد العوضي

الراي

خواطر قلم- 9000 فتاة... يجهلهن الإعلام وأكثر الناس!

محمد العوضي

 

يوم الخميس الماضي تشرفت بزيارتهن والتقيت بعضهن ووقفت على النشاط النوعي الذي انخرطن فيه والمكان الكبير الذي استوعبهن وقدم كل التسهيلات لنجاح الفعالية المخصصة لهن.

كانت ساعة من الوقت لكنها مكتنزة بالخير الذي يفيض على الفرد والمجتمع بالخير.

صليت العصر ودخلت مسجد الدولة الكبير الذي امتلأ بالفتيات بأعمارهن المختلفة وفي يد كل واحدة منهن مصحف في جو من الاحتفاء والروحانية وقد توزعت عشرات اللجان في الساحة الداخلية للمسجد وفيها معلمات ومحفظات للقرآن الكريم.

إنها الاختبارات النهائية للدورة الربيعية 2017 للمراكز والحلقات التابعة لإدارة شؤون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف الكويتية.

حيث بلغ عدد بناتنا حافظات القرآن المتقدمات للاختبارات 9000 حافظة يمثلن ما مجموعه 27 مركزاً وحلقة تابعة للإدارة، وبلغ عدد اللجان التنفيذية للاختبارات57 لجنة، حيث تم توزيع منهج الحفظ ليكون على ثلاث دورات في السنة:

الدورة الربيعية، الدورة الصيفية، والدورة الشتوية ومدة كل دورة ثلاثة أشهر، تحفظ الطالبة خلال الدورة حزباً واحداً من القرآن حيث يهتم النشاط بالكيف أكثر من الكم لتتقن الطالبة الحفظ عن ظهر قلب، وتتمكن من أحكام التجويد ومخارج الحروف، أي أن يستقيم اللسان بالنطق السليم على يد محفظات للقرآن الكريم متميزات وقد بلغ عددهن 400 محفظة.

وزاد من فرحتي ما علمته من تنوع الحلقات في المراكز:

1- حلقات مبادئ القراءة العربية للحافظات من الصف (1 ب إلى 2 ب) تتعلم فيه أصوات الحروف والحركات والمدود وغيرها من المهارات.

2- الحلقات النظامية تتدرج فيها الحافظة بالحفظ من الحزب (60) إلى أن تصل إلى ختم كتاب الله.

3- حلقات سباق الخاتمات وقد خصصت للمتميزات بالحفظ حيث تنطلق بالحفظ بما شاءت من الأجزاء أي حفظ مكثف.

4- بعد أن تختم الحافظة تتعاهد حفظها بالمراجعة من خلال حلقات (تعاهدوه) ففي كل دورة تسمع 5 أجزاء والذي بعدها 10 أجزاء أي تسميع تراكمي كي يثبت الحفظ.

5- حلقة السند لمن ختمن وراجعن بحلقة (تعاهدوه).

6- مركز حلقات الأون لاين (صباحي ومسائي) لربات المنازل اللاتي تعوقهن المواصلات ويرغبن في الحفظ وأيضاً الحافظات التابعات للنشاط ممن يدرسن خارج البلاد ويرغبن في استكمال حفظهن.

وقد التحق بهذا المركز أكثر من 700 فتاة حافظة منتشرة في بلاد العالم.

7- خمسة مراكز صباحية تخدم فئة النساء الكبار والأميات وأيضاً الجاليات غير العربية، وتحفظ في مركز الجاليات ما يزيد على 250 حافظة.

8- مركز منارات النبراس مركز متخصص لذوي الاحتياجات الخاصة (الداون - الصم والبكم - تأخر النمو العقلي - الإعاقة الذهنية) ويوجد في المركز ما يقارب 100 حافظة.

أليس هذا النشاط الكبير في أهدافه والمتقن في التخطيط والتنفيذ وخطته الاستيعابية لكل هذه الشرائح الاجتماعية المتنوعة والمتفاوتة في الأعمار والانتماءات والثقافات ومراعاة العاجزين... أليس هذا الجهد مفخرة تشكر عليها الوزارة والإدارة وكل المشاركين والمشاركات في إنجاحه.

ليس سهلاً في ظل هيمنة ثقافة الكماليات الجمالية المظهرية الاستعراضية الاستهلاكية التفاخرية مع توافر المال وبرامج الإلهاء الساحرة الماتعة وتصدير الفاشينستات كمثل وقدوة، ليس سهلاً أن تتحرر الفتيات من هذه السطوة وتتفرغ لحفظ وإتقان كتاب ربهن.

لقد ذكرني هذا النشاط بأستاذنا في كلية الآداب في الثمانينات، الدكتور عبدالهادي محبوبة زوج الأديبة والشاعرة نازك الملائكة حيث كان يقول يكفي النشاط الديني أنه يبطئ عجلة الانحلال الأخلاقي المتسارع في حياة الحداثة والمعاصرة.

ليت إعلامنا والقائمين عليه ومسؤولي الهيئات الشبابية ووزارة التعليم وأصحاب الأموال أن يتنبهوا لهذا الخير العميم، ويتم ترويج هذه الفكرة الخيرة ودعمها لمواجهة مد الإفساد الأخلاقي والانحلال السلوكي الذي ينخر في مجتمعاتنا عبر وسائل التواصل وبعض القنوات، وتشجيع الجميع حتى يأمن أبناء المجتمع من شرور السوء التي تريد به سوءاً.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك