عندما يخطب الزعماء!! .. يكتب عبدالله المسفر العدواني

زاوية الكتاب

كتب 704 مشاهدات 0


بعد أن خرج الزعيم الجنوب افريقي نيلسون مانديلا من محبسه الذي استمر لنحو سبعة وعشرون عاما ورغم كل ما عاناه في الاعتقال والسنوات الطويلة التي قضاها وهو يقبع في سجون العنصرية.. رغم كل ذلك.. رمى كل هذه المآسي خلفه ودعا إلى المصالحة بين الاعراق من أجل الوطن ومن أجل البناء. وعلى ذات النهج يمشي حاليا النائب السابق ضمير الأمة مسلم البراك الذي كان يعتقد كثيرون أنه سيدعو في خطابة إلى الانتقام والثأر وأنه سيكون خطاب الكرهية والحقد.. لكن بوحمود جاء بخطاب لا يمكن القول عنه إلا أنه خطاب الزعماء.. خطاب الأمل.. خطاب العقل والمنطق والحكمة. بوحمود ضرب أروع الأمثلة في الإيثار وتفضيل مصلحة الجماعة على المصلحة الخاصة والنظر للمستقبل لا العودة للماضي بكل ما فيه من إخفاقات وعثرات ومشاحنات وتأزيم.. فا هو يمد يده للجميع للعمل من أجل الكويت. أنا كويتي.. طالب بها مسلم جميع الكويتيين.. ونبذ الطائفية والقبلية.. وطالب بإلغاء الحديث عن البدو والحضر والسنة والشيعة.. وقال أن الكويت هي الأهم والأبقى وأن هذه النظرة العنصرية هي التي يجب أن تمحى من قاموسنا وقد أصاب بوحمود.. فالكويت لجميع أهلها. خطاب مسلم البراك الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي خطاب تاريخي يدرس كنموذج للمواطن الحريص على وطنه.. المواطن الغيور الذي يعشق الوطن ويعشق ترابه ويفضله على مصالحه الشخصية. لقد وضع مسلم البراك خارطة طريق أو منهج وأسلوب للحكومة للتعامل مع الشعب بصيانة الدستور ومواده والحفاظ عليها.. منبها بأن القريبون من السلطة لا يهمهم سوى المناقصات والتربح على حساب أي كان.. ومن رصيد أي كان.. حتى وإن كان من رصيد آل صباح لدى الشعب. بوحمود وضع عدة محاور لكي تستعيد السلطة رصيدها لدى الشعب أبرزها ما يتعلق بسحب الجناسي لأسباب سياسية والعفو العام الشامل عن الذين أصابهم شرر القوانين غير الدستورية ولا المنطقية ومنها الإعلام الالكتروني والعزل السياسي. خطاب مسلم كفيل بأن يفتح صفحة جديدة من العمل بين الجميع فقد قدم اعترافا صريحا وحث على ضرورة الاعتراف بالأخطاء السابقة وأنه على من يكتشف أنه مخطيء بعد المراجعة أن يعترف.. وأكد على أن المرحلة للعمل الجماعي لا الفردي.. وأن المعارضة والحكومة ليسوا خصوم وإنما الجميع هدفهم واحد وهو مصلحة الكويت ولابد من العمل على ذلك. بوحمود قدم ما لديه بسريرة صافية نقية.. بعد مراجعات السجن الممتدة لعامين.. ولخص المشهد الحاصل وما يجب أن يكون عليه المستقبل بكل اريحية فهل ترد الحكومة التحية وتدخل في حوار مجتمعي للوصول إلى حالة من العمل المشترك الذي يسعى إليه الجميع لتحقيق الانجاز وتحمل الإخفاق (سويا).

كتب - عبدالله المسفر العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك