عدنان فرزات يكتب.. زوجة «ما تخجِّل»

زاوية الكتاب

كتب 522 مشاهدات 0

عدنان فرزات

القبس

زوجة «ما تخجِّل»

عدنان فرزات

 

بكل ثقة وحماسة ونشاط، ظهر مرشح الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون مع زوجته التي تكبره بـ25 سنة، وهي جدة لسبعة أحفاد، بل إن أحد أبنائها يكبر ماكرون بسنتين.

ربع قرن، أي اليوبيل الفضي، تعتبر سنوات مثيرة لوسائل الإعلام العربية، ولكن ليست كذلك تماماً لنظيرتها الأجنبية التي اعتادت على الحرية الشخصية في اختيار الأزواج، ولو كان الأمر حصل عندنا لبدأ أطباء علم النفس بتحليل الظاهرة وإلصاقها بـ«عقدة أوديب»، وفي الواقع نحن المعقّدون؛ لأن الكثيرين يستنكرون ما هو أقل من ذلك، فقد يستهجنون الزواج المتقارب في العمر حتى، فإذا كانت العروس من جيله قالوا: «تزوجها وهي بعمر أمه»، بل قد يستنكرون حتى لو كانت الزوجة أصغر بسنة أو سنتين، مبررين ذلك بأن المرأة تكبر قبل الرجل. ويشعر الذكر بالفخر عندما يتزوج فتاة أصغر منه بعشر أو عشرين سنة.

الزوجة بريجيت، كانت معلمة للمرشح ماكرون، ونسج الحب بينهما قصة غريبة ــــ بالنسبة إلينا نحن العرب على الأقل ــــ ثم تكلّل الحب بالزواج، وربما إن أكثر شخص شعر بالغيظ من هذا الزواج، هو زوجها السابق، لأن الرجل عادة هو الذي يكيد زوجته عندما ينفصلان؛ فيتزوج بمن هي أصغر منها سناً، وكأن السن ميزة في الزواج، فقد تكون الجديدة أسوأ من السابقة.. المهم أنه في حالة ماكرون وزوجته فإنها هي التي أغاظت زوجها السابق بالزواج من شاب «أصغر من أبنائها»، وهي التهمة التي يتندر بها المجتمع العربي عندما يشاهدون مثل هذه الحالة.

على الأغلب إن المرشح ماكرون إذا فاز بالرئاسة فلن يتغيّر تجاه زوجته، لأن الرئاسة عندهم وظيفة مثلها مثل أي وظيفة مفتش بلدية، له الحقوق نفسها وعليه الواجبات نفسها، أما عندنا فعلى مستوى أقل يتغيّر الزوج وقد يتكبّر على زوجته، فأحد الأشخاص، وأعرفه معرفة شخصية، في دولة عربية تمت ترقيته إلى منصب «نص.. نص» ضمن الحزب الحاكم في بلده، وكانت له زوجة قروية بسيطة وقفت معه خلال مشوار حياته، وأول خطوتين أقدم عليهما بعد قرار الترقية، أنه وزّع حلويات صنعتها زوجته، ثم قام باستبدال زوجة أخرى من المدينة بهذه الزوجة «الطبّاخة». أذكر يومها أن أحدهم سأله باستنكار عما فعله، فكان جوابه غريباً، فبرر فعلته ونكرانه بأنه بعد المنصب سيُدعى لا شك إلى حفلات وسهرات «قياديين»، وبالتالي فهو يحتاج إلى زوجة «ما تخجِّل».

ألا يخشى الرجل الشرقي أن تعامله امرأته بالمثل؛ فتستبدله بعد أن تحظى بمنصب رفيع..؟!

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك