مبارك الدويلة يكتب.. أخلاق علمانية

زاوية الكتاب

كتب 614 مشاهدات 0

مبارك الدويلة

القبس

حصاد السنين- أخلاق علمانية

مبارك الدويلة

 

عودتنا صحيفتنا القبس على أن نتجنب ذكر الأشخاص بالإساءة، ولو إيحاء، وأن نبتعد عن الأمور الشخصية، وهذه السياسة أعطتها صفة الجريدة، التي تحترم الذوق العام وتراعي مشاعر القراء.

لكن يبدو أن أحد الزملاء من المدافعين عن الليبرالية، وأمها العلمانية، له وضع خاص، ويجوز له ما لا يجوز لغيره! لم يحلم في يوم أن تقع عينه على خبر يسيء إلى أحد زملائه، فتناول هذا الخبر في أكثر من مقال إما تصريحاً وإما تلويحاً! ولا أدري إن كانت هذه العادة غير المحمودة في عالم الصحافه شخصية لديه، أم بسبب الفكر العلماني الذي تربى عليه!

وحتى لا أضيّع وقت القارئ في الأمور الشخصية، سأتطرق إلى أمر عام تعرض له زميلنا غمزاً ولمزاً في زميله، لكنني سأكون معه واضحاً وصريحاً!

الإسلاميون والتيار الإسلامي المحافظ عندنا في الكويت، عندما يطرح رؤيته للأمور لا يطرحها بوجه عابس ومتجهم، كما ذكر صاحبنا، ولا يتعارض ما يطرحه من فكر مع البهجة والسرور اللذين يريد أن ينفيهما عنه، فالتيار المحافظ يعارض الأمور التي تفسد الأخلاق وتهدد المجتمع وتماسك أفراده، كشرب الخمور والمخدرات، ويعارض بشده وجود أندية القمار والملاهي الليلية، ويطالب النساء باللباس المحتشم، الذي يمنع انحراف الشباب الأخلاقي، ويحافظ على تماسك الأسرة وعدم تفككها، وهذا التيار المحافظ يدعو إلى كل ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، ويراعي النظام العام وقوانين الدولة، والدليل على ذلك أننا نشاهد اليوم كثيراً من الأمور المخالفة للشرع، ومع هذا لا تجد ردة فعل عنيفة من التيار المحافظ، لأن المبدأ أن تنكر بما تستطيع، وتدع إزالة المنكر على مسؤولية ولي الأمر! بالمقابل نجد صاحبنا يدعو في مقالات سابقة إلى إباحة الخمور، والتساهل مع بعض المنكرات، والحجة العامل الاقتصادي، من دون أي اعتبار للجوانب الأخلاقية والاجتماعية! ومشكلة العلماني تكون أكبر، عندما يكون له موقف من الدين، ومن التوجهات الدينية الثابتة، التي أجمع العلماء على أن من ينكرها يخرج من الملة، وقد تجرأ بعض هؤلاء على دين الله والعقيدة، فأصبحنا نقرأ له بين الحين والآخر ما يدعو إلى التحرر من هاجس الدين وتوجيهاته، ويعلق عليها كل تخلف الأمة وتأخرها، ولعل ما طالب به صاحبنا مؤخرا بأن نحذو حذو إحدى الدول، التي قررت إلغاء تدريس مادة الدين، خير دليل على ما نقول!

الفهم الخاطئ للدين قد يكون مقبولا من العامة، لكن ممن يدعي أنه أكثرنا ثقافة وعلماً، فهذا ليس فهماً خاطئاً، بل أمراً يحاك في الصدر! أين يوجد النفاق عندما يسافر رجل من التيار المحافظ مع أهله، ويلتقط صورة معهم للتذكار؟!

أين التعارض ما بين دعوتنا للمحافظة على أخلاق الجيل، وبين استمتاعنا بالحياة بما أحل الله؟ قال تعالى «قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق»؟ وقال تعالى «وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا»! هذه المعاني يفهمها طالب رابع ابتدائي وليس مثقف بالعلمانية! من امتلأ قلبه بكره الدين ومظاهره لا يمكن أن يعي أخلاق الإسلام السامية!

علمانية وإلحاد..! يا ساتر! هذا عمره ما يترقع!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك