لماذا لم نسمع عن محاسبة المتسبب عن أي من الكوارث أو تقديمه للمحاكمة؟..ناصر المطيري متسائلا

زاوية الكتاب

كتب 478 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- ضد مجهول!

ناصر المطيري

 

 

«ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» (الروم: 41) -صدق الله العظيم-.

في الأسبوع الماضي شهدنا وتابعنا حدثين بارزين محليا أولهما هو الحريق «السابع» الذي تتعرض له منشآت المدينة الجامعية في الشدادية منذ سنة 2013 وحتى الآن، والحدث الثاني هو كارثة نفوق الأسماك، وهي أيضا ليست الأولى بل ربما الثالثة أو الرابعة منذ سنة 2008م.

وما يربط الحدثين هو خيط واحد يسمى الفساد.. لأن حريق الجامعة المتكرر كل سنة تقريبا نرى نيرانه ودخانه ولا نرى ولا نسمع عن الجاني مرتكب هذه الجريمة المتكررة في حالة استغراب وتعجب من هكذا وضع..والحالة نفسها مع كارثة نفوق أطنان من الثروة السمكية تتكرر مع غياب كامل عن المتابعة والمعالجة من الجهات المعنية بالبيئة.

هل تتذكرون كارثة نفوق الأسماك على شواطئ الكويت بسبب تلوث بحري أطلقوا عليه اسم المد الأحمر قبل تسع سنوات تقريبا وما يصب في بحرنا من ملوثات خطيرة؟

ثم ماذا حصل من تعامل بيئي علمي وعملي مع التلوث الخطير الذي تسببه مصانع أم الهيمان وما ينتج عنه من أمراض تصيب أهالي المنطقة والمناطق المحيطة بها؟ رغم أن هذا الموضوع كان محل مساءلة سياسية للحكومة.

هل نسينا كارثة محطة مشرف للصرف الصحي التي انفجرت وزكمت الأنوف برائحة الفساد ؟

هذه الكوارث والمشكلات البيئية على سبيل المثال لا الحصر، لكن المهم في الأمر أننا لا نستفيد من الأخطاء وليس هناك من يحاول معالجة الخلل..

السؤال الأكبر والأهم لماذا لم نسمع عن محاسبة مسؤول أو المتسبب عن أي من الكوارث السابقة أو غيرها أو تقديمه للمحاكمة؟ لماذا تقيد ضد مجهول؟ كيف نرى الفساد ولا يمكن أن نرى المفسدين؟ ستشكل لجان التحقيق الحكومية والبرلمانية وتكتب الصحف ويثور الجدل وقبل أن نسمع أو نرى نتائج التحقيقات ربما نشهد كارثة بيئية جديدة أو حريق آخر في الجامعة أو غيرها من المنشآت فننسى ما سبق.. أين دور الهيئة العامة للبيئة، هذه المؤسسة المختصة بضخامة جهازها وفخامته والتي تحظى بميزانية كبيرة وتضم مستشارين وجيشا من الموظفين والمتخصصين ؟ لماذا لا تقوم برصد الظواهر البيئية واستشعارها ومعالجتها قبل وقوعها؟ بعد كل هذه الكوارث الواحدة تلو الأخرى يصبح التساؤل عن مبرر وجود الهيئة العامة للبيئة في محله.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك