أخشى أن نقوم بتحويل هذا الشهر الفضيل إلى مناسبة اجتماعية يتخللها جميع النشاطات المسلية.. يتخوف وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 450 مشاهدات 0

وائل الحساوي

الراي

نسمات- هيا بنا نصوم !

وائل الحساوي

 

الكل تجهز وأعد العدة إلا نحن، الفضائيات جهزت برامج رمضان وعملت خلال عام كامل على انتاج المسلسلات التي تشد المشاهدين اليها، ومع أني لا أتابع المسلسلات التلفزيونية وأعتقد بأنها تضيع أوقات الناس، ولكني أشعر بالعجب للإصرار على توقيتها في هذا الشهر الفضيل، وكأنما الناس لا يشعرون بلذة رمضان إلا على نغمات المسلسلات!!

أما المطاعم التي تنتشر في جميع أرجاء البلد، فلا تكاد تشاهد مطعماً إلا وبجواره مطعم آخر، فهذه المطاعم التي أفسدت علينا فطرنا لفرط السمنة التي غرقنا فيها فألبستنا جميع أنواع الأمراض، هذه المطاعم لا أدري كيف تبتكر أنواعاً جديدة من المأكولات يومياً وتستطيع إقناعنا بشراء كل ما يبتكرونه وبأسعار خيالية لاسيما في رمضان.

في رمضان تجد الناس يتصرفون بجنون واضح، ربما خوفاً من نفاد الطعام واضطرارهم لأكل أوراق الشجر، وإلا فبماذا نفسر ذلك الازدحام المخيف في الشوارع وأمام الاسواق والجمعيات التعاونية، وخلو الرفوف من المواد الغذائية!

أما الدواوين التي هي المتنفس الحقيقي للناس في جميع المناسبات فقد حالت زحمة الشوارع أمام آلاف السيارات المتدفقة إلى الشوارع وجعلت الوصول إلى أغلب الأماكن شبه مستحيلة!

ويتمنى الناس أن يتم تسويق المقاعد الطائرة التي يقرؤون عنها يومياً حتى وإن كانت أسعارها خيالية!

المعايدات والتهاني عن طريق الهاتف و»الواتس اب» أصبحت مملة وروتينية إلى درجة عدم اهتمامنا بما يصلنا وشعورنا بأن لمسة زر بسيطة تكفي لإرسال مئات الرسائل إلى كل من أضفنا أسماءهم على قوائمنا!

فهل سنخترع طريقة لنؤكد لمحبينا بأننا نقصدهم بالتهنئة؟!

أما الأمر الأهم في رمضان والذي لم نتجهز له ولم نعطه الاهتمام المطلوب فهو العبادة والسعي لكسب التقوى، فالمساجد على الرغم من امتلائها بالمصلين إلا أن البحث عن الرخص والصلاة القصيرة والكل ينظر إلى ساعته منتظراً متى يسلم الإمام لكي يبدأ برنامجه في زيارة الدواوين وقضاء سهرته ثم الرجوع لمتابعة برامجه التلفزيونية المفضلة!

إن أخشى ما نخشاه هو أن نقوم بتحويل هذا الشهر الفضيل إلى مناسبة اجتماعية جميلة يتخللها جميع النشاطات المسلية ولكن يتم إفراغها من المعنى الحقيقي الذي أراده الله تعالى من رمضان (لعلكم تتقون).

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك