الأزمة الخليجية أظهرت لنا واقعاً مخفياً..كما يرى وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 590 مشاهدات 0

وليد الغانم

القبس

وحدة الخليج مصير وبقاء

وليد الغانم

 

الخلاف الخليجي الأخير أصاب الشعوب الخليجية عامة والشعب الكويتي خاصة بالهم والحزن، مفاجأة وقوعه وتوقيت إعلانه في الشهر الفضيل والخطوات التي اتخذتها الدول الشقيقة كانت غير متوقعة إطلاقاً، وكل الأحداث الخليجية التي تمت خلال هذه السنة على الأقل لم تكن توحي لنا بوجود أي اضطراب بينها قد يصل إلى حالة القطيعة المطلقة التي وصلنا إليها..

أمران ساهما في تخفيف وقع هذه الكارثة الخليجية، الأول موقف الشعوب التي لم تندفع مع ما حصل على حساب الروابط الاجتماعية بين أبناء الخليج الواحد، والثاني موقف الكويت المتأني والحكيم والساعي لرأب الصدع ولملمة الصف والتخفيف من هوة الخلاف الواسع بين الأشقاء في الخليج.

لقد جربنا في الكويت حكومة وشعباً قوة الاتحاد الخليجي والفائدة العظيمة لتآلف الأنظمة والشعوب أثناء الغزو العراقي الغادر، حيث استطاعت الكويت والكويتيون بفضل الله تعالى ثم بوقفة الأشقاء في الخليج العمل على استعادة البلاد وطرد الغزاة المعتدين، وجمع الدول العربية والتحالف الأممي صفاً واحداً لتحرير الكويت، ولا يمكن لنا في الكويت أن نفرط بمثل هذا الائتلاف الخليجي الغالي الذي تدعو إليه القواعد الشرعية والمصالح الدولية، وتحققه على الأرض والواقع الشعوب الخليجية المترابطة دماً ونسباً ومصاهرة وإخاء.

لقد كشفت هذة الأزمة أقنعة كثيرة وأظهرت لنا واقعاً مخفياً، وبالتأكيد هناك من يستفيد من إذكاء نارها وإطالة أمدها، سواء من الأنظمة أو الجماعات أو الأفراد، فكما للحروب مرتزقة، فلمثل هذه الخلافات السياسية العميقة مرتزقتها التي تقتات من ورائها كما نشاهده ونراه في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي يومياً.

إننا نناشد دول الخليج إلى إصلاح الإوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها بالتعاون الصادق وتقديم التنازلات المناسبة والنظر بعين الحكمة إلى مآل الأمور ومستقبل المنطقة والاستجابة لرغبات الشعوب الخليجية التي تنتظر المزيد من التكامل والتآزر والحذر من الدول والأنظمة والجماعات التي تنتظر اللحظة المواتية للانقضاض علينا، فإنهم يمكرون ليل نهار، والله يحفظنا من مكرهم.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك