سلطان الخلف يكتب.. برمجة إلهية

زاوية الكتاب

كتب 646 مشاهدات 0

سلطان الخلف

الانباء

فكرة-برمجة إلهية

سلطان الخلف

 

(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ـ الإسراء: 85) قد يعتقد الإنسان بعد هذا التقدم العلمي الباهر أنه حاز علوم الطبيعة لكنه في الحقيقة مخطئ وعاجز لأنه لا يعلم منها إلا النزر اليسير. حاول الشيوعيون فك لغز الروح وجمعوا المواد الأولية للخلية الحية، لكنهم لم يستطيعوا بث الحياة فيها وفشل شعارهم «لا إله والحياة مادة» وتبين لهم أن المادة ليست كل شيء. لايزال الإنسان يفاجأ بأسرار لا يستطيع فك لغزها لأنها فوق طاقته العقلية. وقد صرح بذلك عالم الفيزياء أينشتاين صاحب النظرية النسبية الذي اعترف قبل وفاته بأنه يشعر بالعجز والإحباط في فهم حقيقة الضوء وجسيماته الفوتونية مع أنه حاز جائزة نوبل في الفيزياء في تفسيره للظاهرة الكهروضوئية التي تعتمد بالأساس على التأثير الضوئي. منذ أيام توصل باحثون بريطانيون إلى أن الطيور مبرمجة جينيا ولذلك فهي لا تفهم إلا تغريدة فصيلتها وإن عاشت فراخها في حضانة فصيلة أخرى غير فصيلتها حيث أصيب الباحثون بالدهشة عندما لا حظوا هذه الفراخ وهي تتجاوب وتتفاعل مع تغريدات مسجلة من نفس فصيلتها بينما لا تتجاوب مع تغريدات الفصيلة الحاضنة لها أو أي تغريدات أخرى. وبالمثل فقد شاهد الكثير من الناس السلاحف البحرية الصغيرة بعد أن تفقس من بيوضها وهي تسرع متجهة نحو مياه البحر تاركة شاطئ البحر وراءها بشكل تلقائي دون تردد وكأنها تعرف البحر مسبقا. والمعروف أن الطيور المهاجرة تقطع آلاف الكيلومترات كي تصل إلى وجهتها المطلوبة لوضع بيوضها وحضانة فراخها ثم تعود بها إلى مواضع بداية هجرتها، ولعل سمك السلمون مثال واضح للأسماك المهاجرة التي نقطع مسافات شاسعة عائدة من مياه المحيط إلى مياه الأنهار لتضع بيوضها فيها ثم تموت وبعدها تبدأ أسماك السلمون النهرية اليافعة رحلة العودة إلى المحيط معتمدة على أجهزتها الملاحية الخاصة فيها. هذه الظواهر الطبيعية الغريبة التي تحدث لهذه الكائنات الحية قليلة الحيلة والتفكير، تدخل ضمن مفهوم البرمجة الإلهية لهذه الكائنات والتي تعينها على تلمس طريق الهجرة التي تتكرر كل عام وفي نفس الأوقات دون كلل أو ملل أو خلل.

ومنذ أمد ليس ببعيد توصل الإنسان إلى برمجة الآلة الصماء والتحكم فيها من أجل توفير متطلبات الحياة الحديثة ورفاهية البشرية، لكنه يقف عاجزا عن فك لغز البرمجة الإلهية لهذه الكائنات الحية وهو تحد كبير فلكل كائن حي شفرته التي تحدد طريقة خلقه وحياته أودعها الله تعالى فيه (فتبارك الله أحسن الخالقين ـ المؤمنون: 14).

> > >

لو كان مسلسل «غرابيب سود» الذي عرضته فضائية «ام بي سي» خلال رمضان الحالي هادفا ويحظى بقبول واسع من قبل المشاهدين لما توقف عرضه عند الحلقة 20. لقد تم إيقاف عرض باقي حلقات هذا المسلسل بعد حملة من الاحتجاجات على المستوى السطحي الذي وصل إليه المسلسل وهو يتطرق إلى أفكار داعش حيث أخفق في نقدها بطريقة علمية محترفة تعتمد على نقض أفكارهم المخالفة للإسلام وتبيان موقف الإسلام منها، ولأنه اتبع أسلوبا تهكميا إيحائيا ضد بعض المظاهر الإسلامية كالزي واللحية والنقاب وحتى الاستخفاف باللغة العربية. هذه الطريقة المبتذلة تحرض على الكراهية وزرع أفكار سلبية عن الإسلام من خلال التهكم بسلوكيات داعش التي قد يفهمها المشاهد قليل الثقافة الدينية على أنها من الإسلام فما بالك بمن له مواقف معادية للإسلام. ومن المؤكد أن إعلام الغرب واليمينيين المتطرفين فيه سيكونون في منتهى السعادة عند علمهم بهذا المسلسل لأنه يصب في خدمة أجنداتهم الانتخابية ضد الإسلام. هذا المسلسل دعاية رخيصة ضد الإسلام من حيث شعر منتجوه ومروجوه أم لم يشعروا.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك