«الداخلية» تتفنن في «استثمار الوافدين» ومضايقتهم.. كما يرى محمد الجلاهمة

زاوية الكتاب

كتب 809 مشاهدات 0

محمد الجلاهمة

الانباء

«الداخلية واستثمار الوافدين»

محمد الجلاهمة

 

يبدو ان وزارة الداخلية انتهت من كل خططها الرامية والهادفة الى تحقيق الانضباط الامني والمروري واصبحت المركبات تتنقل بانسيابية على الطرقات على مدار الساعة والدليل ان الوقت الذي يحتاجه قائد المركبة للتنقل بين الاحمدي والعاصمة لا يزيد على 15 دقيقة اما التنقل بين منطقة واخرى في محافظة العاصمة فيحتاج الى ١٠ دقائق على اكثر تقدير اما الدخول الى الدائري الرابع والخامس والسادس وفي أوقات الذروة يحتاج فقط الى نحو ربع ساعة لقطع المسافة بين الشويخ والسالمية، اما فيما يتعلق بقضايا السرقات والعنف فقد انخفضت الى ادنى المعدلات واضحت الصحف اليومية لا تجد قضايا سرقات تنشرها وايضا عالجت «الداخلية» مشاكل تعاطي المواد المخدرة والدليل ان ضباط الادارة العامة لمكافحة المخدرات لا يجدون ما يشغل وقت فراغهم وايضا ندرت جرائم القتل والدليل انه لا جريمة قتل ارتكبت في شهر رمضان الفضيل، عفوا سقط سهوا! فقد ارتكبت حتى الان نحو 7 جرائم قتل ومثلهم انتحار اما الحوادث فأصبحت معدلاتها صفرا والحمد لله!

اذن الداخلية انتهت من كل القضايا الملحة وايضا وقبل ان أنسى انجزت هيكلها التنظيمي وسكنت شواغرها، وبهذه المناسبة احب ان ابارك واهنئ الاخوة الضباط الذين عادوا الى الوزارة بعد ان اجبروا على التقاعد بطريقة غير لائقة وأحيي الشيخ خالد الجراح على هذه الخطوة وايضا احيي الفريق محمود الدوسري على إنصاف المظلومين ولعل في عودة القيادات تلك رسالة الى من كان وراء إجبارهم على التقاعد ولا اقول سوى الدوام لله وما دونه لا، ولو دامت لغيرك لما وصلت اليك.

عموما ما اود الحديث عنه في زاويتي لهذا الاسبوع هو قضية تفنن «الداخلية» في «استثمار الوافدين» ومضايقتهم وبدلا من ان تنجز مشاريع تعالج المشاكل الكبيرة من جذورها، تترك الجذور وتبحث عن القشور، فمثلا وبدلاً من ان تعترف بالقصور في مشكلة المرور وأنها تأخرت في العلاج حتى أصبح الداء وباء تبحث عن كيفية تحصيل رسوم من الوافدين، وايضا بدلا من ان تعترف بأنها مصدر الخلل في التركيبة تبحث عن رفع رسوم، نعم لا نختلف على حتمية ان يدفع الوافد كلفة الخدمات وكلفة الطريق وكلفة الاقامة ولكن في حدود المعقول والمنطق وان يشارك المواطن ايضا، لان الغلاء لا يفرق بين وافد ومواطن بل الوافد يزيد على المواطن بدفع رسوم دراسية، وسكن رغم ضعف رواتبهم، مخطئ من يعتقد ان الوافد يأخذ ولا يعطي بل يعطي المواطن ويعطي التاجر ويفيد البلد من خلال تسوقه وسكنه ومأكله ومشربه، الضغط يولد الانفجار والضغط على الوافدين سيدفعهم الى تسفير اسرهم والبقاء بمفردهم ويختصرون السكن والأكل فتضعف الاسواق وفي هذه الحالة لن نجد البنايات ممتلئة وسنجد الاسواق خاوية والتجار يعانون الكساد.

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك