في وداع الشهر المبارك.. يكتب ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 717 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية-في وداع الشهر المبارك

ناصر المطيري

 

 

في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم من الأحرى بنا النأي عن الخوض في فتن الدنيا من قول وعمل وما يدور من لغو الكلام من نقد أو اتهام وجدل وخصام، وذلك سعيا الى تزكية النفس لكي تغتسل الروح من أدران الحياة وهمومها وتسمو بالصدق والاخلاص والعيش في رحاب آيات الله لعلنا نكون من المفلحين. طوال شهور السنة وأيامها ونحن نتجاذب نتخاصم نختلف بل نتصارع على حطام الدنيا نلهث وراء مصالحنا وفي سبيل ذلك نظلم أنفسنا أولاً ونظلم غيرنا أيضا أو يظلمنا الآخرون، قلوبنا مرهقة نفوسنا متعبة.. لذلك يأتي شهر رمضان ليكون محطة للنفوس والقلوب لترتاح فيه من وعثاء الدنيا وغثائها.

نتوقف مع آيات الله في كتابه الكريم نأخذ منها العبر والدروس نستلهم الحكمة التي تغذي العقول وتنيرها وتفتح أمامنا رؤية جديدة لحياتنا نراجع فيها النفس اللوامة ونستحضر عذاب القيامة ونزهد بزيف الدنيا وزوالها ونشتاق لجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.

يقول الصالحون من أسلافنا الذين ذاقوا حلاوة الايمان الحقيقية: لو علم الملوك والسلاطين ما في قلوبنا من سعادة الايمان لجالدونا عليها بالسيوف.. كم نحن حمقى نملك ما يفوق سعادة الملوك ونعرض عنه ونسعى لانتزاع سعادة الآخرين بظلم أو قهر أو استحواذ وطمع.

توقفت مليا عند كلمة جليلة من كلمات رب العزة والجلالة لو تفكر بها الانسان لوجد فيها سر السعادة الحقيقية يقول تعالى: «ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا» من هنا علمت وأيقنت ان سر سعادة الدنيا وبهجة القلوب تكمن في الذكر والقرب من الله، وان سبب ما في نفوسنا من تعب وضنك وضيق هو بسبب الاعراض عن ذكر الله والجري وراء ماديات الحياة وملذات الدنيا وغرورها والتنافس المادي الزائف وكأننا نعيش مخلدون.

ندعو الله في هذه العشر الأواخر ان يؤتي نفوسنا تقواها ويزكيها انه خير من زكاها، فتزكية النفوس طريق للراحة والقناعة وحب الناس ورقة القلب وسخاء اليد والرحمة بالضعفاء، «قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها».

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك