محمد العوضي يكتب.. خدعوني في تركيا!

زاوية الكتاب

كتب 1884 مشاهدات 0

د. محمد العوضي

الراي

خواطر قلم- خدعوني في تركيا!

د. محمد العوضي

 

للإنصاف والموضوعية لم تكن الخدعة الناعمة من الأتراك وإنما من العرب الذين كانوا هناك ويعملون كفريق متجانس واحد، لكن الذي تولى التخطيط لإيقاعي بهذا الفخ في مدينة abant التي تبعد عن إسطنبول نحو ثلاث ساعات أكاديمي سعودي وصديقه الأردني!

فبينما كنّا نسجل برنامج «سواعد الإخاء» للسنة الخامسة والذي تم بثه على عشرات القنوات في شهر رمضان الذي ودعناه، وبينما كنت مع العلماء والدعاة والأكاديميين ضيوف البرنامج الذي يُسجل سنوياً في تركيا، طلبني الدكتور محمد السيد ليسجل معي حواراً مفتوحاً في فقرة قصيرة خاصة بي.

وبينما كنا نسير سوياً إلى مكان جلسة التسجيل وهو يسألني من تتمنى أن يكون معك في هذا المكان الجميل من أساتذتك أو أصحابك أو أهلك، ومن دون مقدمات قلت له والداي.

ولما ذهبنا لنجلس على الكرسيين المتقابلين ليستمر الحوار، وإذا بسيدي الوالد حفظه الله يجلس على أحد الكرسيين فكانت المفاجأة... يا الله كم هي رحمة عظيمة أن تكون المفاجأة هي رؤيتي لوالدي الحبيب، وتساءلت يا إلهي كيف حصل هذا؟

كيف رسمت الخطة؟ ومتى؟ ومن رتب الخدعة الجميلة لهذا العبد الفقير؟!

والدي العزيز أرهقته العمليات من تركيب المعادن في فخذه بسبب حادث أليم، إلى عملية فقرات الظهر إلى عملية القلب المفتوح، وحركته اقتصرت على التنقل بين المسجد والبيت مستعيناً بعكازته.

لقد تم الترتيب لهذه الفقرة التراحمية قبل أسابيع من بدء التسجيل دون علمي، فقد استفسر الدكتور محمد السيد المشرف العام المدير التنفيذي لبرنامج «سواعد الإخاء» عمن يساعد لإنجاح الفقرة وإخفائها عني فأرشده الزميل الإعلامي علي العجمي إلى التواصل مع أخي الأصغر خليل أبو مشاري لأنه رفيق الوالد ويقيم معه وتم الترتيب ونجحت الخطة وتمت الخدعة.

كان للحدث أثر كبير على نفسية والدي الكريم وكم سُرَّ بلقاء الدعاة والعلماء لأيام عدة، تقول لي سيدتي الوالدة «أبوك كلما ذكر هذا الموقف تدمع عيناه» من شدة فرحه.

العجيب أنه رغم قصر المشهد تلفزيونياً ويمكن تصنيفه على أنه عادي كسلوك متوقع من كل إنسان تجاه أيِّ من والديه احتراماً وتقديراً، لكن اللافت، الانتشار الواسع للمقطع في التداول بين الناس وفي تأثيره عليهم، فكم قرأت ممن علق بقوله (دمعت عيناي)، والعين لم تكن لتدمع لولا تلك المشاعر والمعاني الحميمة الشفافة والذكريات والأمنيات التي تفجرت بين جوانحهم.

كتب لي الدكتور محمد السيد يقول:

«مع مآسي الأمة والفقد والبعد والشتات والذكريات، تأتي مثل هذه المشاهد التراحمية لتظهر حنين النفوس لهذا التراحم في أمة متفرقة حتى في حياتها الاجتماعية وكانت التعليقات على المشهد تؤكد ذلك».

شكراً لكل من عزز هذه القيمة من خلال هذه الفقرة ابتداءً بأخي الدكتور محمد السيد ومن رسم معه الخطة صديقه وأخي خالد الفريج وفريق العمل وسائر الدعاة وأهل الفضل، والشكر موصول لصاحب الفضل الأكبر (آل الماجد)، ممثلة بوقف عبدالرحمن بن ناصر الماجد في وجود هذا العمل الطيب برعايته المباركة لهذا البرنامج الذي لاقى قبولاً عند عموم الناس وانتشاراً غير مسبوق.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك