حتى في السرقات واللصوصية هناك غلو وتطرف وتشدد.. هكذا يرى محمد الوشيحي

زاوية الكتاب

كتب 488 مشاهدات 0

محمد الوشيحي

الجريدة

أخر كلام-قانون الحسنة القليلة

محمد الوشيحي

 

حتى في السرقات واللصوصية، هناك غلو وتطرف وتشدد. الأمر ليس مقتصراً على التدين فقط. وقد قلتُ سابقاً مخاطباً المسؤولين، بعدما تزايدت السرقات بشكل يفقأ العين ويفتت الكبد: 'لا مانع من أن تسرقوا. لن نحتج على سرقتكم، بشرط أن تسرقوا تفاحة واحدة من كل شجرة تفاح، وتصرفوا بقية ثمار الشجرة على البلد'.

ثم انخفض مستوى أمنياتي، وأعلنتُ موافقتي على سرقة خمس تفاحات من كل شجرة تفاح، ثم انخفض المستوى أكثر، فأعلنت تأييدي لكل مسؤول يسرق نصف المحصول ويترك النصف الآخر للبلد. والآن أسجل إعجابي بالمسؤول الذي يسرق ثلاثة أرباع المحصول ويترك الربع الرابع للبلد، سأدعو له بالصحة والعافية، وأن يبلّغه الله في أولاده فيزوّجهم ويرقص في أفراحهم، ونرقص معه.

أقول قولي هذا بعد أن طلبت كلية الهندسة، في جامعة الكويت، من الشركات الخاصة التبرع لها للصرف على صيانة أجهزتها ومعداتها.

ولعل البرلمان يقر قانوناً يسمح للجهات والإدارات الحكومية، التي تعيش تحت خط الفقر، بالجلوس أمام الجوامع في أيام الجُمع، حيث ترتفع رغبة الناس في التصدق بعد الخروج من الجوامع، وفي ليالي القدر، وبعد كل صلاة عيد... تجلس كل 'إطارة' وتفرش منديلها الأبيض، وتطأطئ رأسها انكساراً، وتستجدي بثلث صوت: 'حسنة قليلة تمحي مصائب ثقيلة'، فيسارع المصلون للتصدق بما تجود به أنفسهم في تلك اللحظات المباركة، وتُحل الأزمة.

يجب أن نضغط شعبياً على نوابنا لاستعجال هذا القانون، قبل أن يستيقظ الكويتيون فجأة فيجدون أنفسهم يبيتون في العراء المبين.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك