محمد الوشيحي يكتب.. مجرمون ولكن

زاوية الكتاب

كتب 988 مشاهدات 0

محمد الوشيحي

 

الجريدة

مجرمون ولكن

محمد الوشيحي

 

لا أريد الكتابة عن هروب خلية حزب الله، وأحاديث الشيطان التي يهمس بها في أذني. بل على العكس، سأضع نفسي في الضفة الأخرى، ضفة المجرمين والمتعاطفين معهم، وسأبحث لهم عن مبررات. سأبحث عن مبرر لفعلتهم، ومبرر لانقيادهم للأجنبي ضد بلدهم، ومبرر لهروبهم، ومبرر لتكديس الأسلحة والمتفجرات... تعالوا نبرر، لعل وعسى...

أولاً، كل هذا الغضب الشعبي ضد هؤلاء الفتية الصالحين سببه طائفي، والطائفية حصان رابح كما تعلمون. ثم إنهم لو وجدوا حنان الأمومة من بلدهم ما كانوا فعلوا ما فعلوه. هؤلاء كانوا يفتقدون الحنان، ومن يفتقد الحنان، كما يقول علماء النفس، يتجه إلى الإجرام. إذاً السبب والمتهم الرئيسي هو الدولة، التي بخلت بحنانها عليهم، لا هم.

ثانياً، هم لم يقوموا بتهريب طائرات مقاتلة ولا دبابات ولا فرقاطات، كي يتحدث الناس عن نيتهم تشكيل قوات عسكرية للسيطرة على البلد ومصادرة قراره، كما يفعل حزب الله في لبنان، على سبيل المثال. هم قاموا بإدخال أسلحة خفيفة، رشاشات وما شابه، وشوية متفجرات، ونحو عشرين طناً من الذخيرة، وشوية صواعق، على خمطة قنابل يدوية بالكاد تجاوز عددها المئتي قنبلة. وهذه أسلحة وذخائر لا يمكن أن تقف في وجه أسلحة الجيش وذخائره، كما تعلمون. إذاً الموضوع تم تهويله والمبالغة فيه.

ثالثاً، جلّ من لا يخطئ يا أخي. هل هم أول من أخطأ؟ لماذا 'نفرح' بخطئهم ونسارع لنبذهم واستعدائهم وتجريمهم، مع أنهم لم يرتكبوا جريمة بذلك الحجم (راجع ثانياً)؟

رابعاً، من الأخطر على البلد، هم أم مجرمو المعارضة الذين أربكوا البلد، بدءاً من فعاليات 'نبيها خمس' وليس انتهاءً بمسيرات 'كرامة وطن'؟ هؤلاء الفتية الصالحون، يؤمنون بمبادئ حزب الله، والدستور كفل حرية الاعتقاد، ولم يهددوا وزيراً في منصبه، ولم يغضبوا بسبب فساد الحكومة، بل على العكس، دعموا الحكومة، رغم علمهم بفسادها، في وجوه المعارضين، وشيطنوهم، واتهموهم بالخيانة، فخرست ألسنتهم (ألسنة المعارضين)، فهل هذا جزاؤهم؟

المبررات كثيرة، ولو أردت سردها كلها ما انتهيت، فلا داعي لتهويل الأمر وتضخيمه. (نسخة من هذه المقالة لكل المتعاطفين مع المجرمين).

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك