هناك استراتيجية أميركية غربية غايتها معادلة تآمرية ألا وهي أن الإرهاب هو الإسلام.. برأي محمد المقاطع

زاوية الكتاب

كتب 648 مشاهدات 0

محمد المقاطع

القبس

الديوانية-أسطورة «داعش».. والهيمنة الإيرانية

محمد المقاطع

 

عبر ربع قرن من الزمان، وهناك استراتيجية أميركية غربية، غايتها معادلة تآمرية، ألا وهي أن الإرهاب هو الإسلام وأن الإسلام هو الإرهاب، وقد تمكن الأميركيون وبمساندة متفاوتة من الغرب من إنجاح مخططهم، ونشر استراتيجيتهم تلك عبر العديد من الترتيبات والمحاور وبصورة مبرمجة.

فقد تم إعداد حملة إعلامية عالمية واسعة روجت من خلالها هذه المعادلة، حتى يرسخ في عقلية الشعوب أن الإرهاب هو قرين الإسلام، وقد ألف ودعم وشجع الأميركيون العديد من الأطراف المتمثّلة بأمراء الحرب في أفغانستان ممن أهلوهم ودربوهم حتى يكونوا محركاً لنواة مجاميع توصم بالتطرف باسم الإسلام، وهو منهم براء، ثم سارع الأميركان بوضع لافتة محددة للإرهاب وقياداته «باسم طالبان»، حتى يخلقوا عدواً تُحشد الدول لمحاربته، وكي يتمكن الأميركيون من ابتزاز الدول والشعوب لرصد الملايين بل المليارات للإسهام في محاربة هذا الإرهاب الممثل بالإسلام، وهو ظلم وعدوان على الإسلام والمسلمين، وهكذا وجد الأميركيون في هذه الاستراتيجية (الإسلام هو الإرهاب) وبتلك اللافتة نموذج ومصدر الإرهاب هي «طالبان» ضالتهم، لوضع الإسلام والمسلمين في دائرة الإرهاب، وتبرير قتلهم واستباحة دولهم وتدمير بنيتهم الأساسية ولنهب ثرواتهم.

ولما اكتشف العالم بطلان وزيف ذلك، وأن طالبان هي صناعة أميركية، وأن الإرهاب ليست له علاقة بالإسلام، سارع الأميركيون لتغير اللافتة كي يستمر الإسلام السني هو الإرهاب، فظهرت لافتة «القاعدة» كي يستمر قتل المسلمين واستباحة دولهم وهيمنة الأميركان وتبرير التمكين لأطراف أخرى، وتحديداً إيران، من مد نفوذها في الدول العربية السنية، وبدأ العد التنازلي في العراق منذ ٢٠٠٤، وتم الترتيب من خلال لافتة «القاعدة» لمحاربة الإسلام السني ومحاصرته في العراق، وبعد أن فقدت يافطة «القاعدة» بمقتل قياداتها المزعومة، غير الأميركيون اللافتة لـ«داعش»، وقد بدأت إجراءات صناعة داعش الأميركية ١٠٠٪‏ منذ عام ٢٠٠٦، وما أن وصل عام ٢٠١١، وهو ساعة إعلان «داعش»، حتى تم إعلان اللافتة الجديدة، والتي فجأة صارت مهيمنة على العراق وسوريا ومنتشرة باليمن وليبيا، وتمارس عمليات في دول أخرى، مثل مصر، وفِي بعض الدول الأوروبية، فصار الإسلام هو صنوان الإرهاب بسيناريوهات مرسومة وخطوات ملعوبة رتبها الأميركيون وبمساندة غربية، ووجدت بعض الأنظمة العربية الدكتاتورية المستبدة ضالتها بشعار الإرهاب الداعشي مبرراً لتقتيل شعوبها وتصفيتها، ووأد كل صوت شريف أو حر أو معارض تحت مبرر محاربة الإرهاب، واقتنصت إيران الفرصة كي تمد نفوذها على المزيد من الدول السنية بمساندة أميركية مرعبة، فسيطر الإيرانيون وحلفاؤهم على العراق وعلى سوريا، وتوغلوا في اليمن ومقاليد الأمور في لبنان، وتدخلوا في شؤون العديد من دول الخليج، وعلى الأخص البحرين والكويت والسعودية.

وهكذا سارت استراتيجية الأميركان ومعادلتهم التآمرية الطائفية، وتمكنوا من أن يروجوا استراتيجتهم بين الأمم والشعوب بربطهم الإرهاب بالإسلام، بل واعتبار الإسلام مصدراً للإرهاب زوراً وبهتاناً، وبلافتات متعددة قاسمها المشترك أنها صناعة أميركية، وها نحن نحصد آثار الدمار والحصار الذي يلحق الإسلام والمسلمين تحت شعار إرهاب الإسلام والإسلام براء من تآمرهم وادعائهم، وهو ما مكن لإيران أن تهيمن على ثلث العالم العربي بتواجدها  العسكري والديمغرافي في هذه الدول، إلى جوار أنظمة موالية كما في العراق أو سوريا، أو حلفاء كما في اليمن ولبنان وليبيا وغيرها، وليدرك كل مسلم غيور حقيقة المؤامرة المحاكة، وليكن في يقينه أن فأل هؤلاء سيخيب وستشرق شمس الحق التي تبدد غيوم وسحب التآمر.

 

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك