عبد العزيز الكندري يكتب.. المشاريع الريادية والجريئة

زاوية الكتاب

كتب 403 مشاهدات 0

عبد العزيز الكندري

الراي

ربيع الكلمات- المشاريع الريادية والجريئة

عبد العزيز الكندري

 

في بادرة نوعية وإيجابية، أعلنت وزارة التجارة والصناعة عن البدء في اصدار تراخيص المشاريع متناهية الصغر، وتقليص مدة إصدارها من 90 يوماً إلى ثلاثة أيام. وتم اصدار أول الرخص في مركز النافذة الواحدة بمركز الكويت للأعمال في منطقة اشبيلية بحضور رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ووزير التجارة والصناعة خالد الروضان ووزير الكهرباء والماء عصام المرزوق وإدارة شركة «أوريدو».

لا شك أن هذه الإجراءات الجديدة ستساهم في تحسين بيئة الاعمال في الكويت، من خلال تقليص الإجراءات الحكومية. وقد أكد الغانم «ان المشاريع متناهية الصغر ستوفر فرصاً كبيرة أمام الشباب الكويتي للخروج من القطاع الحكومي والتوجه للعمل في القطاع الخاص وتحسين مردوده الاقتصادي».

وقال الروضان من جهته، «أصبح تأسيس الشركات ذات المسؤولية المحدودة واقعاً ملموساً وخلال أيام معدودة بعد أن كان الأمر يستغرق أكثر من 3 أشهر ليصبح التأخير في الإنجاز نكتة للزمان، حيث تم بالفعل تأسيس أكثر من 2500 شركة أو (إصدار) ترخيص خلال أيام معدودة منذ تأسيس المركز في 31 مارس، فضلا عن تسليم أكثر من 220 رخصة متناهية الصغر».

لا شك أن هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تأخر المشاريع الصغيرة، ولعل من أهمها الدورة المستندية في السابق حيث كانت تأخذ بضعة أشهر والآن بضعة أيام، إضافة إلى ثقافة سائدة نتمنى أن تتغير، وهي أن العمل الحكومي يوفر الأمان، وأظن أن الأمر غير ذلك تماما، وكذلك ارتفاع كلفة الإقراض وصعوبته، ولكن هذه الإجراءات الجديدة ستحل الكثر من المشاكل السابقة.

ومن نافلة القول إن أكثر من 60 في المئة من المشاريع والاستثمارات في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، كلها عبارة عن مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر. كما أن هذه المشروعات الصغيرة كانت نقطة مهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من الدول، مثل اليابان والهند، بينما هذه النسبة تقل في دول الخليج إلى أقل من 10 في المئة، وهذا خلل كبير يحتاج إلى توعية وعلاج، لأن هذه المشاريع ستوفر وظائف كبيرة في ظل العجوزات المالية القادمة إضافة إلى مساهمتها في اقتصادات البلدان العربية والخليجية.

وما يميز المشاريع الصغيرة أنها سريعة النمو، حيث هناك العديد من الشركات الفردية التي تم تأسيسها خلال الأعوام القليلة الماضية، تم بيعها بمالغ كبيرة تصل لأضعاف رأس مال تأسيسها، ولكن هذه المشاريع الجريئة والريادية تحتاج مناخا مناسبا لتنمو فيه وتشجيع الشباب والكفاءات الكويتية للانخراط فيه، وهي تمثل خياراً استراتيجياً لأغلب الدول إن لم أقل جميعها.

المشروعات الصغيرة بالنسبة لي أسميها المشاريع الريادية والجريئة، لأنها فعلاً تحتاج جرأة وريادة، وقلة من الناس الذين يتمتعون بهذه الصفات، وهي تعتبر أصل النشاط الاقتصادي الذي بدأ بمشروعات صغيرة قبل الكبيرة، وطوق النجاة والسلامة للخروج من الأزمات الاقتصادية والتذبذبات التي تحدث.

أعتقد أن الشاب الكويتي جاد في العمل الخاص والحر والمشاريع الصغيرة إذا توفرت الفرص الإيجابية. ولعل نظرة على العاملين في القطاع الخاص تبين الفرق الشاسع بين الشاب الذي يعمل في الخاص ونظيره الذي يعمل بالجهات الحكومية من خلال التحديات والإنتاجية في العمل.

 

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك