عدنان فرزات يكتب.. احذروا هذه الاختراعات

القبس

احذروا هذه الاختراعات

عدنان فرزات

 

ثمة اختراعات يتفق الجميع على عظمتها، مثل الكهرباء أو الطائرات أو الأجهزة الطبية بمجملها، لكن في المقابل هناك اختراعات تعد عظيمة لأشخاص محددين دون غيرهم، فمثلاً الإنترنت الذي يظن بعضهم أنه اختراع عظيم لكل البشرية، هو على العكس من ذلك لزوجة جارنا التي يرتفع دعاؤها في صلاة القيام على الذي اخترع الإنترنت، لأن زوجها يسهر حتى ساعة متأخرة من الليل مبحراً في هذه الشبكة، تاركاً إياها مع كيس من المكسرات وإعادة لمسلسل «باب الحارة» الذي أصبح مملاً، ولكن جارتنا تحب أن تتفرج على شخصية «النمس» التي يؤديها الممثل مصطفى الخاني، الذي تم التحقيق معه مؤخراً بسبب شكوى تقدم بها والد طليقته بشار الجعفري، وكما نشر في وسائل الإعلام بسبب نشوب خلافات حادة وصلت إلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشر صاحب شخصية «النمس» كتابات على صفحته يهاجم فيها الجعفري وابنه. ويبدو – ان صح الخبر – أن شخصية النمس، التي أداها الممثل الخاني في المسلسل من مكر ودهاء، قد تحولت إلى واقع، ولا ندري ماذا سيفعل مخرج مسلسل باب الحارة في الأجزاء المقبلة في ما لو استمرت قضية «النمس» لغاية الحلقة الخامسة عشرة بعد المئة.. سننتظر بقية «المسلسل».

أعود إلى موضوع الاختراعات الذي أوصلني إلى هذه المتاهة، فمن الاختراعات التي ينقم عليها بعض الناس، هو «السيلفي»، وهذه المرة الزوج هو الساخط، فهذا الاختراع بإمكانه اكتشاف مكان وجود الزوج ومع مَن يجلس، ويتم الكشف بطريقتين، إما مباشرة وإما غير مباشرة، حسب سطوة الزوجة أو دهائها الشبيه بدهاء «النمس»، فالطريقة المباشرة هي التي ترسل الزوجة فيها رسالة واتس أب إلى زوجها وتأمره أمراً أن يرسل لها حالاً «سيلفي» يبين المكان الذي يجلس فيه، والشخص الذي يجلس معه، وقصدها «الشخصة» طبعاً.

أما في الحالة الثانية غير المباشرة، فتكون كالآتي (وأذكرها من باب نشر المعلومة للتنبيه منها)، فقد تكون جالساً مع «شخصتك» ترتشف القهوة بشاعريةٍ تولدت فيك فجأة، وأنت الرجل الفظ الغليظ القلب، فيأتيك اتصال من زوجتك: «حبيبي اشتقت لك وين السيلفي تبعي».. طبعاً هذا الاشتياق المباغت يأتي بعد مضي ساعتين فقط على غيابه عنها.

من الاختراعات التي ينقم عليها بعض الناس، هي العدسات الملونة اللاصقة والرموش الاصطناعية ووصلات الشعر، فكم من رجال «غشماء» ذهبوا ضحية هذا الاختراع، لا يكتشفون الخديعة إلا في صباحية العرس، عندما يستفيق فيجد بجانبه «عيون ورموش» زوجته، ولا فائدة من اتصاله بجمعية حماية المستهلك