الحكومات هي التي تربي الشعوب.. كما يرى محمد الوشيحي

زاوية الكتاب

كتب 1156 مشاهدات 0

محمد الوشيحي

الجريدة

آمال : حكومات وحكومات

محمد الوشيحي

 

شوف يا صاحبي، قلتُها أكثر من مئة وسبع وثمانين مرة، ولن أتحرج من تكرارها: 'الحكومات هي التي تربي الشعوب'، بمعنى أن 'أخلاق الشعوب تعكس أخلاق المسؤولين'، فإن رأيت شعباً، كالشعب الياباني مثلاً، ينظف مدرجات الملعب الذي تواجد فيه، رغم خسارته، وكانت هذه طبيعتهم وعادتهم بشكل عام، فاعرف أن حكومتهم محترمة وراقية، إذ وفرت لهم تعليماً مميزاً، وأعطاهم المسؤولون القدوة الحسنة.

والحكومات ليست مواد صلبةً، مثلاً، ولا مباني وآلات ومعدات، بل بشر، مجموعة من البشر. بعضها يتعامل مع المسؤولية بـ'مسؤولية'، وبعضها يستخدم المسؤولية سلماً يصعد به إلى غرف النوم ليسرق الخزائن المغلقة والناس نيام. وفي الحالة الأولى يتربى الشعب على تحمل المسؤولية والأمانة والحرص على نهضة البلد، وفي الحالة الثانية يتعلم الشعب الحرمنة والكذب وانحدار القيم.

الحكومات مجموعات من البشر، بعضها يحرص على الشفافية مع الشعب، واختيار الكفاءات لشغل المناصب الحساسة، ومواجهة الانتقادات والرد عليها بشموخ، وتصحيح الأخطاء، إن وُجدت، وبعضها تبحث عن سفلة الشعب، المطبلين، المنافقين، المداحين، واللصوص، لتمنحهم المناصب والكراسي، كي تحافظ على نفسها، فيتربى الشعب على السفالة والتطبيل والنفاق والمدح واللصوصية.

الحكومات كائنات حية، بعضها يشرح للناس معنى الوطنية بصورتها الحقيقية؛ العطاء، الإخلاص، حرية الرأي والانتقاد، التنافس المشروع بين الأحزاب للوصول إلى السلطة، ووو...، وبعضها يجعل الوطنية عبارة عن عبادة أشخاص، وشتم مخالفيهم، والتحريض عليهم، ويغلف كل ذلك بأغانٍ وطنية وشعارات و'باجات'.

على أن الحكومة الفاسدة هي الأشد عداءً للوطن، أي وطن، من أعدائه الخارجيين.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك